لم نشك لحظة في أن ما أدلى به وزير الداخلية سواء في كلمته في الاحتفال بعيد الشرطة بحضور الطاغية مبارك، أو في البيان الذي أصدرته الداخلية مساء أمس عن تحميل ما يسمى بتنظيم جيش الإسلام في غزة لايعدو أن يكون تلفيقا جاء نتيجة الضغوط التي تمارس على الداخلية لسرعة إعلان نتائج، وقلنا أن ما حدث بالأمس هو خطيئة تستحق المحاسبة، وكان الأولى هو الكشف عن هوية الشخص الذي فجر نفسه وتقديم الأدلة الفنية على شخصيته ثم نبحث بعد ذلك عن ارتباطات هذا الشخص، وليس تلفيق نظرية ثم البحث عن محاولات ساذجة لاثباتها، وما يؤكد ما ذهبنا إليه من رأي ما أكده المستشار ياسر الرفاعى المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية عن أن تحقيقات النيابة مستمرة حتى الآن في حادث تفجير كنيسة القديسين ولم تتوصل إلى الآن إلى خيط يكشف عن مرتكبي الحادث ، وأضاف في تصريحات لـ ” الدستور الاصلى ” حول ما أعلنه …وزير الداخلية حبيب العادلى في كلمته اليوم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة من أن مرتكبي الحادث يقف وراءه تنظيم الجيش الإسلامي الفلسطيني المرتبط بتنظيم القاعدة ، نحن لا نعلم شيء حتى الآن بشأن هذه المعلومة ، ولم يصل إلينا اى إخطار من الداخلية يفيد بتورط ذلك التنظيم في الحادث ، وكانت المرة الأولى التي نسمع فيها تلك المعلومة خلال كلمة الوزير في الاحتفال بعيد الشرطة .
وعن حق الوزير في الإعلان عن معلومة بشأن مرتكبي الحادث قبل الانتهاء من التحقيقات قال الرفاعى : من الممكن أن تتوصل الجهات الأمنية إلى معلومات قبل أن تتوصل إليها النيابة ، حيث أن الداخلية تقوم من ناحيتها بالتحريات حول الحادث بالتوازي مع تحقيقات النيابة ، وكون وزير الداخلية يعلن عن اسم الجهة المتورطة في الحادث قبل انتهاء التحقيقات فهذا لا يمس سير التحقيقات في شيء
وأكد المحامى العام لنيابات استئناف الإسكندرية إلى أن النيابة لم تتوصل مطلقا إلى تورط اى جهة في الحادث ، مضيفا أن النيابة في انتظار تحريات وزارة الداخلية ، ومن المنتظر أن ترسل تقريرا أو إخطارا بما توصلت إليه التحريات من معلومات جديدة بشأن الحادث .
وأشار الرفاعى إلى أن النيابة تسلمت تقرير الأدلة الجنائية بالفعل ، إلا انه رفض الإفصاح عن أيه معلومات بشأن ذلك التقرير .
وقالت مصادر قضائية رفيعة المستوي بنيابة استئناف الإسكندري ردا على سؤال الدستور الاصلي عن علمها بهذا التنظيم أو معرفتها المسبقه به أو ورود اسمه أو معلومات عنه خلال التحقيقات، قالت المصادر “سمعنا الكلام اللي قاله الوزير زينا زيكم”، موضحة أنه حتي الآن لم تقدم الداخلية اي متهمين أو معلومات عنهم أو مستندات تشير الي تورطهم في الحادث.
ونفت المصادر علمها بكون ما أعلن عنه حبيب العادلي تحريات مبدئية أو نهائية أو شبهات أو اي معلومات حول هذا التنظيم الذي قال عنه العادلي أنه وثيق الصلة بتنظيم القاعدة.
يذكر أن حبيب العادلي وزير الداخلية كان قد أعلن أن مرتكبي حادث انفجار كنيسة القديسين هو تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني وثيق الصلة بتنظيم القاعدة, وقال العادلي أثناء كلمته في احتفالات عيد الشرطة: “أنه تأكد بالدليل الدامغ تورط تنظيم جيش الاسلام الفلسطينى المرتبط بتنظيم القاعدة فى تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية”.
+++++++++++++++++++++
دعت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة الحكومة المصرية الى التعاون معها لفحص الاتهامات التي وجهها وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي لتنظيم 'جيش الاسلام' المتشدد الذي ينشط في قطاع غزة بتنفيذ الهجوم ضد كنيسة 'القديسين' في الاسكندرية في ليلة رأس السنة الميلادية مما اسفر عن وقوع 23 قتيلا.
وقالت حركة حماس في بيان لها عقب تصريحات اللواء العادلي التي وجه فيها اتهامات لتنظيم 'جيش الاسلام' وحمله مسؤولية تنفيذ هجوم الاسكندرية انها 'تنظر بقلق' لهذه التصريحات.
ودعت حماس الحكومة المصرية الى 'التعاون مع الحكومة الفلسطينية (المقالة في غزة) لفحص هذه المعلومات والتأكد من مدى صحتها'.
وكان الوزير العادلي قال ان الحكومة المصرية لديها 'دليل قاطع' على ان تنظيم 'جيش الاسلام' الذي قال انه مرتبط بتنظيم 'القاعدة' هو من يقف وراء تفجير استهدف كنيسة 'القديسين' بالاسكندرية في ليلة رأس السنة الميلادية مما اسفر عن سقوط 23 قتيلا.
وقال العادلي في كلمته خلال الاحتفال بعيد الشرطة 'وان ظن عناصر تنظيم جيش الاسلام الفلسطيني المرتبط بتنظيم القاعدة انهم قد تخفوا وراء عناصر تم تجنيدها فقد تأكد بالدليل القاطع تورطهم الدنيء بالتخطيط والتنفيذ لهذا العمل الارهابي الخسيس الذي راح ضحيته شهداء على ارض مصر'.
وفي غزة وعقب الاتهامات المصرية لم يتبن تنظيم 'جيش الاسلام' المتشدد مسؤوليته عن الهجوم، ولم يسبق ان اعترف هذا التنظيم بأي اتصال مباشر له بتنظيم 'القاعدة'.
ووضعت هذه التصريحات حركة حماس في مأزق، خاصة وان الحركة نفت في مرات سابقة اي وجود لخلايا تتبع تنظيم القاعدة في قطاع غزة، وقالت في وقت سابق ردا على تصريحات اسرائيلية بهذا الشأن ان هدفها 'استعداء العالم' ضد قطاع غزة.
ودعا الناطق باسم الحكومة المقالة في غزة التي تديرها حركة حماس طاهر النونو مصر الى تقديم ادلتها حول حادث الاسكندرية، واكد استعداد حكومته للتعاون في هذا الحادث.
وقال النونو في مؤتمر صحافي عقده عقب توجيه الاتهامات المصرية 'طلبت الحكومة من الجهات التي تتصل بالاشقاء في جمهورية مصر التواصل الفوري للوقوف على حقيقة ما نشر من معلومات، ونؤكد استعدادنا للتعاون لكشف الحقائق ومجريات التحقيق'.
وشدد النونو على ان قطاع غزة خال من تنظيم 'القاعدة'، وقال ان التنظيمات الفلسطينية ''توجه سلاحها الى العدو الصهيوني فقط'.
ووجهت حركة حماس الاتهام لـ 'الموساد الصهيوني' بالوقوف وراء تلك العملية وذلك بحسب حماس لـ'خلط الاوراق'، لافتة الى ان جهاز الموساد ثبت وانه 'يستهدف مصر وشعبها من خلال شبكة التجسس وغيرها من الجرائم'.
واكدت انها 'تقود مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني داخل فلسطين ولم ولن تسمح بنقل صراعنا مع اي طرف آخر خارج فلسطين'، مشيرة الى ان الامن القومي العربي والمصري هو على قائمة اولوياتها.
مشددة على انها تعتبر مصر والوطن العربي 'عمقنا الاستراتيجي الذي لا نقبل المساس به'، وذكرت ايضا ان علاقتها بالمسيحيين على مر التاريخ 'علاقة طيبة ولا نقبل ابدا بالمساس بها'.
وكانت حركة حماس ادانت فور وقوع حادث تفجير كنسية 'القديسين' العملية، ووصفتها بـ 'الاعتداء الاثم الذي استهدف حياة المواطنين الامنين من المسيحيين في الاسكندرية'.
يشار الى ان مسلحين من تنظيم 'جيش الاسلام' شاركوا آخرين من حركة حماس وتنظيم لجان المقاومة الشعبية في نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام 2006 في اسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط من احد التخوم الواقعة على الحدود الجنوبية الشرقية لقطاع غزة.
لكن خلافات دبت بين حركة حماس وتنظيم 'جيش الاسلام' بعد سيطرة الاولى على قطاع غزة، ترجم بعضها الى اشتباكات مسلحة ادت، خاصة تلك التي وقعت في منتصف شهر آب (اغسطس) من العام 2008، الى مقتل عدد من افراد التنظيم.
يذكر ان اسرائيل نفذت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عمليات اغتيال طالت مسؤولين ميدانيين في تنظيم 'جيش الاسلام'، هم محمد النمنم الذي اغتالته في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والشقيقان محمد واسلام ياسين بعد اسبوعين من الحادثة الاولى، بعد ان اتهمتهم بالتخطيط لشن عمليات ضد سياح اسرائيليين خلال تواجدهم في شبة جزيرة سيناء.
**************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق