صوت الحب دمنهور::الثورة يقوم بها الشرفاء ويقودها الفلاسفة والزعماء ويكسب من وراءها اللصوص والخونة وأولاد الحرام
الرئيسية
▼
الخميس، 3 مارس 2011
المستشار محمود الخضيرى يكتب عن: مبارك وشرم الشيخ والحرس الجمهورى
عشت فى ميدان التحرير خمسة عشر يومًا مشاركًا شعب مصر فى ثورته ضد الفساد والطغيان وقضيت الأيام الباقية من الثورة مشاركًا شعب الإسكندرية فيها، وليس المجال الآن للحديث عن ذكريات هذه الأيام الثمانية عشرة وما شاهدته فيها من روعة وألم وعظمة الشعب المصرى وسيكون لذلك حديث مستفيض بعد أن تستقر الأوضاع ــ إن شاء الله ــ ويكون هناك فائض من الوقت لهذا الحديث، أما الآن فإن المجال للعمل الجاد وليس للحديث وكل ما يمكن أن أقوله والدافع الأول لكتابة هذا المقال فى هذا الوقت هو التساؤل العاجل الذى يشغل بال الناس فى مصر والذى يدور بشدة فى أذهان كل من التقيت به فى ميدان التحرير فى الأيام التى قضيتها فيه وفى غيره من الأماكن ما هو وضع رئيس الجمهورية السابق الآن؟ إن كل ما يعلمه الناس أنه فى شرم الشيخ المكان المفضل لإقامته منذ زمن طويل فى حراسة الحرس الجمهورى الذى مازال يدين له بالولاء ويمنع الاقتراب من محل إقامته إلى مسافة عدة كيلومترات، ويقول البعض إن معظم أعوانه مازالوا حوله يأتمرون بأوامره وينفذون تعليماته، ينفى البعض ذلك تماما بالقول بأنه لم يبق من الرئيس المعزول سوى إنسان مريض محطم يقضى معظم يومه إما نائما أو شاردا لا يتحدث مع أحد، والمعلومة الأولى والثانية غير مؤكدتان ومازال الناس فى حيرة من أمرهم بالنسبة لهذا الموضوع وكان بيان من القوات المسلحة بشأن هذا الأمر يمكن أن يريح الناس كثيرا، ومن جانبى فإنى سأتعامل مع الموضوع مصدقا الاحتمال الثانى وهو الوضع الإنسانى السيئ للرئيس المعزول ولكن لى على ذلك الكثير من التحفظات أسوقها فيما يلى:أولا: إنه لم تجر العادة أن الرئيس المعزول يختار محل إقامته وكيفية التعامل معه، إن الرئيس المعزول أى رئيس يشبه الأسد الجريح الذى يعلم من جرحه ويحب ويتمنى الانتقام منه خاصة أن الرئيس المعزول حسنى مبارك بإصراره على البقاء أطول مدة تعرض لإهانات كثيرة لابد أن يكون قد علم بها وتركت فى نفسه أثرا سيئا يتمنى معه الانتقام ممن أهانه وتسبب فى خلعه ولذلك فإننا يجب أن نحدد له المكان الذى يعيش فيه وأن يوضع تحت الإقامة الجبرية ويمنع عنه الاتصال إلى أن تستقر الثورة أو يفارق الحياة أيهما أقرب، أما أن يترك يعيش على حدود مصر مع إسرائيل الحزينة على خلعه التى تتمنى عودته أو أحد أبنائه إلى الرئاسة فهذا أمر بالغ الخطورة على مصر والقوات المسلحة هى المسئولة عن ذلك. ثانيا: إذا كان الرئيس المخلوع نفسه يمر بظرف إنسانى يدفع إلى التعامل معه بشكل خاص فهل من اللائق أن يكون الحرس الجمهورى فى خدمته وهو المسلح تسليحا قويا كما نعلم لا ينقصه إلا الطيران؟ أم أنه يجب أن يعيش فى حراسة عادية تحت سيطرة الشعب الذى يجب أن يعلم بكل صغيرة وكبيرة عن تحركاته ومحادثاته وزواره. ثالثا: كما قلت إنى سأسلم بأن الرئيس نفسه يمر بظروف صحية شديدة وهو أمر معروف للجميع يستدعى معاملته بشفقة رغم أنه طوال ثلاثين عاما لم يشاهد منه الشعب هذه الشفقة على أحد من أبنائه إلا من تستعمله أجهزة الإعلام للدعاية له مثل علاج ممثل مشهور على نفقة الدولة أو عدم حرمان طفلة من الامتحان أما باقى الثلاثة والثمانين مليونا فقد عانوا فى ظل حكمه الأمرين ظلما وفسادا وقهرا، إذا كان هذا هو شأن الرئيس السابق الشخصى الآن فما هو شأن أسرته وأبنائه وزوجته خاصة أن أحدهما وهو الابن الأصغر قد أطاحت الثورة بأمله فى أن يصبح رئيسا للجمهورية خلفا لوالده وقد أعد العدة لذلك ولم يكن باقيا على التنفيذ سوى بضعة أشهر فهل يمكن لهذا الابن المكلوم على الرئاسة أن ينسى ذلك؟ إن جرحه أشد إيلاما من جرح أبيه الذى كان يعد أيامه فى الدنيا وينتظر لحظة الرحيل، أما هو فإنه كان يأمل فى الرئاسة ويفكر فى كيفية القضاء تماما على معارضيه لأنه كما كان يبلغنا أكثر دموية من أبيه وأنه وراء الكثير من الأحداث التى عجلت بالثورة وأخصها انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وقبلها انتخابات مجلس الشورى والمحليات. هل يمكن لهذا الابن الذى ضاع حلمه فى الرئاسة وضاع مستقبله السياسى كله وهو فى عنفوان الشباب أن ينسى ذلك بسهولة ولا يفكر فى الانتقام والانقضاض على الثورة فى أى لحظة تمكنه من ذلك؟ قد يقول قائل إن الثورة قوية لأنها ثورة حقيقية شعبية وهذا أمر صادق ولكن بلا شك أن إثارة المتاعب لها تعوق مسيرتها وقد تدفع الناس إلى الانفضاض عنها إذا طالت معاناتهم وهو ما يلعب عليه أعداؤها. وإذا كان هذا موقف الابن الأصغر فما بال الابن الأكبر الذى ضاعت أحلامه فى الثروة التى جمعها طيلة مدة حكم والده واستغلال نفوذه، هل يمكن لهذا الابن أن يجلس صامتا وهو يشاهد ثروته تصادر وتوضع تحت الحراسة وهو لا يستطيع أن يتحكم فى شىء منها، أمر غير طبيعى أن ننتظر منه ذلك، إن أعداء ثورة يوليو مازالوا بعد ستين عاما من قيامها يحاربون رغم يأسهم من الانتصار عليها وهى حرب لمجرد الانتقام مما حدث لهم فهل ننتظر من أعداء ثورة 25 يناير التسليم بعد مضى شهر من قيامها، إنهم بلا شك يتربصون بها وبمن قاموا بها ولذلك وجب أخذ الحذر منهم بوضعهم تحت رقابة شديدة ليس من رجال الشرطة الذين يتربص بعضهم بالثورة أيضا مثل بعض رجال مباحث أمن الدولة ولكن تحت حراسة الجيش الذى يتمتع وحده بثقة الشعب حتى الآن، هل يشك أحد فى أن الابن الأكبر للرئيس المخلوع يمكن أن يضحى بكل أمواله فى سبيل إجهاض الثورة لأنه لو نجح لا قدر الله سيجمع أضعافها؟ وإذا كان هذا حال الابنين علاء وجمال فما بال والدتهما التى كانت تمنى نفسها بالبقاء فى الرئاسة وفى مكان سيدة مصر الأولى حتى الدخول إلى القبر، بل أعتقد أنها كانت تعد لنفسها قبرا ملكيا يليق بمقامها وإن كنت أشك أنها كانت تفكر فى الموت من أساسه اعتقادا منها أنها قادرة بنفوذ زوجها وابنها على إبعاد شبح الموت لأن الحرس الجمهورى قادر على طرده إذا حاول التسلل إلى قصر الرئاسة كما أوهمها المحيطون بها، هل يمكن لهذه السيدة المتشبثة بالسلطة أن تنسى حلمها بأن تكون الملكة الأم بعد رحيل زوجها بسهولة، أم أنها ستحاول ولو مجرد الانتقام ممن فعل بها ذلك؟. الأمر ليس بهذه السهولة يا إخواننا فى القوات المسلحة، هذه الأسرة المكلومة المهانة يجب وضعها جميعا تحت الإقامة الجبرية حتى يتحدد مصيرها ويحاسب من يستحق الحساب فيها وأن تجمد جميع أرصدتها فى الداخل والخارج حتى لا تستعمل فى الانقضاض على الثورة أو على الأقل إثارة المتاعب والقلاقل بها. إن ما حدث يوم الجمعة 25 فبراير الماضى كانت هناك إرهاصات له وقيل لنا إن هناك بعض المندسين الذين سيندسون فى ميدان التحرير لمحاولة تشويه الثورة والإيقاع بين الشعب والجيش وهذا ما حدث ولذلك فإنى أدعو شباب مصر الذى كان ينظم الدخول والخروج من الميدان أن يعاود المشاركة فى ذلك ولا يترك الأمر للقوات المسلحة وحدها لأنها لا تستطيع التعرف على المشاغبين بسهولة لبعدها عن الناس. والحقيقة لو أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة استجاب سريعا لمطالب الثورة وأهمها إقالة أحمد شفيق ووزراء العدل والداخلية والخارجية الذين شاركوا فى الحكم البائد وأقسموا يمين الولاء أمام الرئيس المخلوع. وكذلك الإفراج الفورى عن جميع المعتقلين السياسيين والمحكوم عليهم بعقوبة من المحاكم العسكرية والمحاكم الاستثنائية لو أن المجلس استجاب لهذه المطالب لهدأت الثورة كثيرا ولما كان الشعب فى حاجة إلى التظاهر فى ميدان التحرير أو غيره إلا عند اللزوم فقط. وأخيرا تحية للإخوة فى ليبيا وأقول لهم إن النصر صبر ساعة وبعدها يعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
علق على الموضوع وادينى رأيك