تساؤلات عن سبب إقامته رغم حكم قضائي نهائي بحظره
يهود يؤدون طقوسهم عند مقبرة "أبو حصيرة
بدأ مئات اليهود من إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية الوصول إلى قرية "دميتوه" التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة شمال مصر، للاحتفال بمولد "أبو حصيرة"، حيث يأتون من إسرائيل، وأوروبا والولايات المتحدة.
وسادت حالة من الغضب الشعبي والسياسي في الشارع وفي أوساط المعارضة المصرية بعد الإعلان عن وصول 550 يهودياً إلى القاهرة لهذا الغرض.
يستقبل اليهود القادمين لهذا المولد، مسؤولون دبلوماسيون من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، والقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية، لتسهيل مهمتهم وتنقلهم داخل مصر في وجود حراسة أمنية مشددة فرضت حول المنطقة التي يقع فيها الضريح.
وقال خبراء ومحللون سياسيون لـ"العربية.نت" إن إقامة هذا المولد جاء بطلب رسمي من الحكومة الإسرائيلية رغم وجود معارضة شعبية وسياسية وحكم من القضاء الإداري.
وكان قد صدر حكم نهائي واجب التنفيذ من محكمة القضاء الإدارى عام 2001 بوقف قرار فاروق حسني وزير الثقافة، الذي اعتبره من الآثار الإسلامية والقبطية، وحظر إقامة المولد.
معارضة شعبية وسياسية
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين وائتلاف "مدونون ضد أبو حصيرة"، وحملة "لن تمروا فوق أرضي"، وحزبا الغد والكرامة عن تنظيم وقفة احتجاجية ظهر الخميس القادم 6-1-2011، أمام مجمع المحاكم بدمنهور، احتجاجا على استمرار الحكومة المصرية في إقامة المولد وعدم تنفيذها أحكام القضاء.
ورفع أهالي البحيرة عدة دعاوى قضائية لإلغاء هذا المولد في سبتمبر/أيلول عام 2001 حيث تَمّ جمع مليون توقيع لإلغائه، وصدر حكم قضائي نهائي في يناير/كانون الثاني عام 2001 من المحكمة الإدارية العليا يقضي بإلغاء قرار وزير الثقافة فاروق حسني باعتبار ضريح "أبو حصيرة" من المناطق الأثرية، وبالتالِي إلغاء كافة مظاهر الاحتفال في هذه القرية، إلا أنّ السلطات المصرية لم تنفِّذ شيئاً من الأحكام الصادرة، مما يثير تساؤلات تستحق الإجابة للوقوف على حقيقة هذا الموضوع.
وقبل طرح هذه التساؤلات يجب أن نعلم أولا أنه بحسب ما يعتقده اليهود فإن "أبو حصيرة" هو حاخام يهودي مدفون في قرية "دميتوه" بالبحيرة، وقد اعتادوا في احتفالاتهم بمولده على كتابة أمنياتهم على قصاصات من الورق وتركها فوق قبره وينحرون عنده الذبائح.
لماذا لم تنفذ مصر الحظر القضائي؟
أما التساؤلات عن هذا الاحتفال فهي: لماذا تسمح مصر بإقامة هذا المولد؟.. هل هناك ضغوط سياسية تتعرض لها ؟.. ولماذا لا تنفذ الحكم القضائي بحظره رغم أنه حكم نهائي؟.. وهل لو تم الحظر تعتبر متعدية على حرية الأديان، وهل لهذا المولد علاقة باتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل؟.
يرى د.عماد جاد رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الحكومة المصرية تفرق ما بين العلاقات الرسمية المصرية الإسرائيلية ومسألة التطبيع الشعبي، فهناك أكثر من قضية تهم الشارع المصري لها تماس مع التطبيع مثل قضايا تصدير الغاز الطبيعي إلى إسرائيل، فمثل هذا النوع من العلاقات الرسمية تحرص الحكومة المصرية على تنفيذه ولا تلتفت إلى الشارع المصري، فاحتفال الإسرائيليين بمولد "أبو حصيرة" مطلب إسرائيلي رسمي إلى الحكومة المصرية في إطار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي تحكمها اتفاقيات السلام مع إسرائيل.
ويؤكد الدكتور عماد جاد أن هناك أمراً آخر في إطار هذه الاتفاقات يتعلق بوضعية مصر السياسية والدولية، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، فلو منعت إقامة مولد أبو حصيرة، ستتعرض لانتقادات وحملات من الإسرائيليين بأمريكا، وقد تتهم مصر بأنها لا تحترم الأديان وتدعو إلى التخلص من الرموز الدينية".
ويشير الدكتور عماد جاد إلى أنه "إذا كانت مصر توافق على إقامة هذا المولد كل عام رغم وجود معارضة شعبية له، إلا أنها في ذات الوقت تعمل على ضبط التطبيع الشعبي بين مصر وإسرائيل حتى لا يفلت عقاله، فهي لا تسمح بهذا التطبيع وتعمل على عرقلته لأنها تعلم جيدا خطورته على الأمن القومي المصري، لكن في قضيتي أبو حصيرة وتصدير الغاز مثلا، فهذا مطلب رسمي من الحكومة الإسرائيلية، وفي إطار العلاقات الرسمية ومصر تحرص دائما على الحفاظ على هذه العلاقات".
الفقي: لن أتحدث لحساسية موقفي
وفي اتصال هاتفي لـ"العربية.نت" بالدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى قال "لقد تركت هذه الدائرة التي يقع فيها هذا المولد نظرا لأنني كنت نائبا برلمانيا عنها، ولا أستطيع التحدث لحساسية موقفي في هذه الدائرة".
ويقول المستشار البيومي محمد البيومي نائب رئيس مجلس الدولة لـ"العربية.نت" إن الحكم القضائي بعدم الاعتداد بهذا الضريح كأثر يترتب عليه عدم الاحتفال بـ"أبو حصيرة".
ويروي تفاصيل هذا الحكم الذي صدر عام 2001 قائلا "لقد أصدر هذا الحكم القاضي المستشار مهند عباس ووقتها قال وسمعت شهادته بأذني "نحن نؤكد أن هذا ليس أثرا تاريخيا وليس لليهود أي مكان في مصر، كما أننا لم نتأكد ما إذا كان المدفون في هذا المكان يهوديا أم لا، ولهذا رفضنا إقامة مولد لإقامة أي شعائر أو طقوس دينية".
ويضيف المستشار البيومي محمد "نحن لسنا ضد الديانة اليهودية أو اليهود بصفة عامة، ولكن في ظل هذه الظروف السياسية والأجواء المعتمة وعمليات القتل التي تحدث في فلسطين، وأخيرا اكتشاف شبكة تجسس إسرائيلية جديدة، كل هذا يؤكد أن إسرائيل تبحث عن أي منفذ لتخترق من خلاله مصر فاخترعوا هذا المولد".
ويستدرك نائب رئيس مجلس الدولة قائلا "لكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن نمنع الإسرائيليين من دخول مصر طبقا لاتفاقية السلام التي أتاحت حرية التنقل بين مصر وإسرائيل، وما أعيب عليه هو عدم تنفيذ السلطات المصرية الحكم القضائي الخاص بمنع إقامة هذا المولد والضرب عرض الحائط بأحكام القضاء، وكان آخر هذه الاحتفالات هو إقامة مزاد علني على مفتاح الضريح وبيعه بملايين الشيكلات الإسرائيلية، فهذا تحد للقضاء المصري".
زاهي حواس: ليس أثراً
مشهد خلفي لقبر \"أبو حصيرة\"
أما الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فيقول "ليس للآثار أي دخل بهذا المولد، وهو ليس أثراً بالنسبة لنا ونتفق مع أحكام القضاء في إلغائه، ولكن يسئل من سمح بإقامته".
وأضاف: "مولد يقام في حارة من الحواري في إحدى القرى المصرية ليس للآثار أي دخل به".
وعما إذا كان منع إقامة هذا المولد يعتبر مساساً بالحرية الدينية في مصر؟ يقول عادل رمضان مسؤول الوحدة القانونية بمركز الحقوق الشخصية لـ"العربية.نت": من حيث المبدأ من حق أي طائفة دينية أن تمارس شعائرها وطقوسها الدينية بكل حرية وبدون معارضة من أحد أو مقاومة من الدولة طالما هذه الممارسة لا تتعارض مع النظام العام ولا تعرّض أحداً للخطر.
وأضاف: بخصوص مولد أبو حصيرة فهو يتعلق بالديانة اليهودية والأصل فيه أن يقوم اليهود بطقوسهم طالما يتعلق الأمر بمعتقداتهم، وطالما أن هناك اتفاقية سلام تتيح ذلك فلا بأس به، ولكن في ظل الظروف الراهنة فالناس تدرك الآن أبعاد القضية الفلسطينية، وكل يوم يسمع الجميع خاصة أهالي القرية التي يقام فيها المولد، عن الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، مما يلهب مشاعرهم حينما يشاهدون الإسرائيليين يأتون أفواجا الى قريتهم مما يسبب حالة من الغضب الشعبي، لكننا لا نستطيع أن نقول أن منع المولد شيء قانوني".
بسيوني: لا شأن للمولد باتفاقية السلام
وعن إمكانية أن تتخذ مصر قرارا ضد أو مع هذا المولد وهل يمكن أن تستجيب للضغوط الشعبية لمنعه؟.
يجيب السفير محمد بسيوني سفير مصر الأسبق بإسرائيل لـ"العربية.نت": نعم يمكن لمصر أن تتخذ قراراً إيجابيا أوسلبيا ضد إقامة هذا المولد، ولا يصح أن نتهم الدولة المصرية بالرضوخ لأي ضغوط لإقامته، فهي تستطيع منعه كما تسمح به، ولكن هناك فرقا بين الدين والسياسة في القرارات، فهذا الاحتفال طقس ديني وبما أن مصر تسمح بالحرية الدينية فهي تسمح به، وذلك حسب المواءمات السياسية وحسب الموقف، فالقيادة السياسية هي التي تقدر إن كان هذا المولد يقام أو لا يقام.
ويؤكد بسيوني "أن إقامة مولد أبو حصيرة لاشأن له باتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، فهذه الاتفاقية تتعلق بتبادل البعثات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي وحرية الدخول بين البلدين".
------------------------------
ألقت أجهزة الأمن المصرية ظهر الخميس 25-12-2008 القبض علي اثنين من حركة " غاضبون"، وهي حركة شعبية تهتم بشرح وتوضيح وتنفيذ مبادئ العصيان المدني، بسبب مطالبتهم بتنفيذ حكم القضاء بالغاء مولد ابو حصيرة الذي بدأ اليوم الخميس، ويستمر حتي مطلع العام الجديد.
وكان عشرات من اعضاء " غاضبون" نظموا وقفة احتجاجية امام مكتب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، لمطالبته بالتدخل ورفعوا لافتات تندد باقامة المولد تحمل شعار الحركة، معتبرين ان اسرائيل تتغلغل داخل الريف المصري من خلال هذا المولد. لكن القوى الامنية أحاطت المعتصمين، والقت القبض علي اثنين هما أحمد بيكو وضياء جاد.
وتشهد المدن المصرية حركة رفض تجاه اقامة مولد ابو حصيرة المنسوب الي شخص يزعم اليهود انه يهودي مغربي مات بمحافظة البحيرة المصرية، ويقام له مولد سنوي يشارك فيه اليهود وتهتم به السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
وتحركت المظاهرات في عدة اماكن، كان اخرها في نقابتي الصحافيين والمحاميين حيث احاطت قوات الأمن بالمتظاهرين الذين رددوا هتافات مثل "يا دى الذل يا دى العار.. الصهيوني عندنا في الدار".
مدونون ضد أبو حصيره
وأعلن عدد من المدونيين عن تشكيل "ائتلاف مدونيين ضد ابو حصيره"، وأطلقوا العديد من الحملات لوقف الاحتفال. كما نظموا حملة لجمع مليون توقيع لاجبار الدولة علي الغاء المولد، واصدروا بيان حصلت "العربية.نت" علي نسخة منه، وجاء فيه أن استمرار الصمت الحكومي عن المطالب الشعبية الرافضة للمولد "خطيئةٌ كبرى، وأن مواصلة إهدار حكم القضاء ينزع عن النظام شرعيته بالكامل".
وتساءل البيان: "لماذا الإصرار على إقامة أبو حصيرة ورفض إعلان موقف شجاع للنظام ضد إقامته؟ وماذا يريد النظام من الشعب حتى يوقف أبو حصيرة؟ وبأي طريقة يحافظ فيها على استقرار وطنه وسلامته؟ هل بمساعدة اليهود على محاصرة قطاع غزة اقتصاديًّا وسياسيًّا؟ أم بحصار أهل قرية ديمتيوه (القرية التي يقام فيها المولد) التي تعاني الإهمال والفقر المدقع، والسماح بزيارة لقبر وهمي أصبح بمستوطنة جديدة في قلب مصر؟ وهل يريد أن يعلن الشعب إضرابًا عامًّا جديدًا من أجل إجباره على تنفيذ أحكام القضاء أو يعتصم في محافظات مصر رفضًا لتجاوز القانون والتاريخ بالسماح لليهود بزيارة أبو حصيرة؟ وهل يتخيَّل النظام أن حركة الشعوب وهم وخيال".
يذكر ان حركة "غاضبون" هي اختصار للحركة الشعبية لتحرير مصر، تضم مجموعة من المواطنين المصريين من كافة التوجهات والأطياف والقوى المصرية نؤمن بفكرة العصيان المدني ومدى جدواها في إحداث التغيير المنشود للوضع الحالي وليس لها أي هدف أو مصلحة سياسية أو شخصية، حسبما ذكروا عبر صفحتهم علي الفيس بوك.
حصار امني
وشهدت قرية "ديمتيوه"، التي يقام بها المولد، حصارا امنيا مكثفا لحماية اليهود الذين بدأوا في الوصل للاحتفال واحاطت سيارات الامن المركزي والمصفحات القرية، كما تم تشديد الاجراءات عند المقبرة التي تم تجديدها مؤخرا حيث تم توسيعها ووضع الرخام والغرانيت عليها.
جدير بالذكر ان ابو حصيرة شخصية اختلفت عليها الاقاويل، منها رواية تقول إنه مسلم أصلاً، يدعى محمد بن يعقوب، وينتسب إلى طارق بن زياد، وأنه كان احد أولياء الله الصالحين الذين عرفتهم هذه المنطقة، وأن عمر مقبرته لا يتجاوز بأي حال المائة عام.
بينما تقول رواية ثانية إنه كان يعمل إسكافياً في دمنهور، وقبل وفاته في أوائل القرن الماضي اعتنق الإسلام. اما الرواية الاسرائيلية فتقول انه رجل دين يهودي يدعى يعقوب اهارون، ولد في المغرب العام 1807 وجاء إلى مصر سابحاً عبر البحر فوق حصيرة وعاش فيها حتى توفي عام 1880
========================
بدأت الوفود الإسرائيلية بالوصول إلى القاهرة، في ساعة متأخرة من مساء الأحد 3-1-2010، للاحتفال بمولد "أبو حصيرة" وسط رفض من أهالي محافظة البحيرة ونشطاء سياسيين، فيما وضعت السلطات المصرية خطة تأمين موسعة لموقع الاحتفال، وشددت من كثافته الأمنية خشية حدوث اعتداءات من قبل المواطنين المصريين.
ويقع ضريح "أبو حصيرة" بقرية دميتوة بمحافظة البحيرة في دلتا مصر. وقال مواطنون من سكان محافظة البحيرة لـ"العربية.نت" إنهم "لن يسمحوا بهذا الاحتفال، ولا يوجد شخص يسمى أبو حصيرة".
تحرك المواطنين
وهدد المواطنون في "البحيرة" بإفشال المولد حال إصرار السلطات المصرية على إقامته، خاصة بعد وصول المئات منهم إلى مطار القاهرة مساء أمس، رغم وجود حكمين من القضاء الإداري، صدر الأول في العام 2001 بوقف الاحتفال بالمولد، والثاني حكم محكمة المحكمة الإدارية العليا في 5 يناير 2004 يمنع الاحتفالات بشكل نهائي.
ووصل أمس (الأحد) 44 إسرائيليا على متن رحلة "إير سينا"، بينما وصل أكثر من 250 على طائرتين خاصتين لشركة "العال" الإسرائيلية، حيث تم تأمين وصول الإسرائيليين من مطار القاهرة وحتى مقر أبو حصيرة بقرية دميتوه التابعة لمدينة دمنهور.
وكانت السلطات المصرية قررت العام الماضي عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، منع اليهود من إقامة الاحتفال بمولد أبو حصيرة لدواع أمنية.
وزار مساء أمس الأحد وفد من القنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية قرية دمتيوه، وضريح أبو حصيرة، للاطلاع على استعدادات الاحتفال، فيما أعلنت القوى الوطنية بالبحيرة تنظيم وقفة احتجاجية غدا الثلاثاء أمام كوبري أبو الريش المؤدي لطريق القرية.
وخلال اليومين الماضيين، وضعت الداخلية المصرية خطة تأمين للوفود الإسرائيلية وذلك من خلال متابعة خط سير الوفود من محطة الوصول، سواء من مطار القاهرة أو الإسكندرية بسيارات الشرطة، ووضع جنود الأمن المركزي على مداخل مدن وقرى محافظة البحيرة، وإغلاق المحال التجارية والمقاهي، وفرض حظر تجول على سكان القرية.
وفي إطار الإجراءات الأمنية ذاتها تم إغلاق الطريق بين عزبة سعد ودمتيوه، لأنه يمر بجوار مقبرة أبو حصيرة.
قصة أبو حصيرة
ومنذ أكثر من 25 عاماً، يتوافد إسرائيليون على المكان في نهاية شهر ديسمبر والعشر الأوئل من شهر يناير من كل عام للاحتفال بمولد حاخام يدعى "أبو حصيرة"، حيث يتوافدون إلى دمتيوه.
وعقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، عام 1978، طلبت إسرائيل رسميًا من الحكومة المصرية تنظيم رحلات دينية للاحتفال بمولد الحاخام الذي يعتبره الإسرائيليون "رجل البركات"، وهي احتفالات تستمر قرابة 15 يوماً من كل عام.
وتزايد عدد الإسرائيليين المحتفلين اطراداً، حتى بلغ عددهم قبل عامين من بداية انتفاضة الأقصى قرابة أربعة آلاف.
ويبدأ الاحتفال غالباً، من يوم 26 ديسمبر فوق رأس أبي حصيرة، حيث يُقام مزاد على مفتاح مقبرته، تليها عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة، وذبح تضحيات غالباً ما تكون خرافًا أو خنازير، والرقص على بعض الأنغام اليهودية بعد أن يشقوا ملابسهم، وذكر بعض الأدعية والتوسلات توصل إلى البكاء بحرقة أمام القبر، وضرب الرؤوس في جدار المبكى للتبرك وطلب الحاجات.
وشهدت المقبرة بعض التوسعات مع تزايد عدد القادمين، وتمت كسوة الضريح بالرخام، والرسوم اليهودية، لا سيما عند المدخل، ثم بدأ ضم بعض الأراضي المحيطة، وبناء سور، ثم قيام منشآت أشبه بالاستراحات، وهي عبارة عن غرف مجهزة.
========================
طلبت السلطات المصرية من إسرائيل تخفيض عدد السائحين المتوجهين الى مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة بدلتا مصر للاحتفال بمولد حاخام يهودي يدعى "أبو حصيرة" تحسبا لأي تداعيات أمنية أو أعمال شغب من قبل مصريين محتجين على الاحتفال.
وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية الثلاثاء 5-1-2010، أن السلطات الأمنية الإسرائيلية ألغت مساء الاثنين رحلة طيران كان من المقرر إقلاعها من مطار "بن غوريون الدولي" بتل أبيب إلى مصر، وعلى متنها مئات الإسرائيليين المسافرين للمشاركة فى الاحتفال بمولد الحاخام"يعقوب أبو حصيرة" الذى يقام قرب ضريحه فى مدينة دمنهور.
ونظم العشرات من المصريين والقوى السياسية مظاهرات احتجاجية ضد الاحتفال بالمولد، ومثل د. عادل العطار، مؤسس حركة "غاضبون"، ومنسق حركة "كفاية" بالبحيرة، أمام النيابة المصرية الثلاثاء بعد القبض عليه صباح أمس خلال تظاهرة نظمتها الحركة احتجاجا على الاحتفال بالمولد.
ووجهت النيابة الى د العطار تهمة تأسيس جماعة على خلاف القانون.
وتهتم حركة "غاضبون" وهي حركة شعبية، بشرح وتنفيذ مبادئ العصيان المدني، بسبب مطالبتهم بتنفيذ حكم القضاء بإلغاء الاحتفال بمولد أبو حصيرة.وذكرت مصادر للعربية.نت أن السلطات المصرية طلبت تخفيض عدد الاسرائيليين المحتفلين بمولد أبو حصيرة من 4 آلاف إلى 700 إسرائيلي فقط حتى تتمكن الشرطة المصرية من حمايتهم، وعقب تداعيات الاحتجاجات والضغوط الشعبية طلبت السلطات المصرية من السفارة الاسرائيلية بالقاهرة الغاء بقية الرحلات والاكتفاء بوجود 300 اسرائيلي فقط يحتفلون بالمولد.
وأكدت المصادر أن السلطات المصرية قررت الاكتفاء بنحو 300 يهودي فقط وصلوا بالفعل إلى ضريح أبو حصيرة.
وفرضت الشرطة المصرية طوقا أمنيا حول قرية "دميتوة" بمحافظة البحيرة حيث يقع ضريح أبو حصيرة ومنعت دخول أو خروج أهالي القرية لحين انتهاء الاحتفال.
وانضم إلى المعترضين على الاحتفال من أهالي البحيرة سكان من محافظات الغسكندرية والدقهلية، وتشهد المدن المصرية حركة رفض تجاه اقامة المولد.
قصة أبو حصيرة
ومنذ أكثر من 25 عاماً، يتوافد إسرائيليون على المكان في نهاية شهر ديسمبر والعشر الأوئل من شهر يناير من كل عام للاحتفال بمولد حاخام يدعى "أبو حصيرة"، حيث يتوافدون إلى دمتيوه.
وعقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، عام 1978، طلبت إسرائيل رسميًا من الحكومة المصرية تنظيم رحلات دينية للاحتفال بمولد الحاخام الذي يعتبره الإسرائيليون "رجل البركات"، وهي احتفالات تستمر قرابة 15 يوماً من كل عام.
وتزايد عدد الإسرائيليين المحتفلين اطراداً، حتى بلغ عددهم قبل عامين من بداية انتفاضة الأقصى قرابة أربعة آلاف.
ويبدأ الاحتفال غالباً، من يوم 26 ديسمبر فوق رأس أبي حصيرة، حيث يُقام مزاد على مفتاح مقبرته، تليها عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة، وذبح تضحيات غالباً ما تكون خرافًا أو خنازير، والرقص على بعض الأنغام اليهودية بعد أن يشقوا ملابسهم، وذكر بعض الأدعية والتوسلات توصل إلى البكاء بحرقة أمام القبر، وضرب الرؤوس في جدار المبكى للتبرك وطلب الحاجات.
وشهدت المقبرة بعض التوسعات مع تزايد عدد القادمين، وتمت كسوة الضريح بالرخام، والرسوم اليهودية، لا سيما عند المدخل، ثم بدأ ضم بعض الأراضي المحيطة، وبناء سور، ثم قيام منشآت أشبه بالاستراحات، وهي عبارة عن غرف مجهزة.