هل تسير مصر في طريق تونس؟ هذا سؤال يشغل البال في هذه الساعات ليس فقط في الدول العربية، بل وايضا في الولايات المتحدة وفي اسرائيل. مصر هي كبرى الدول العربية واسقاط الحكم هناك من شأنه أن يلقي بالمنطقة الى الفوضى. كما انه المرسى المركزي للولايات المتحدة، التي تمنحه مساعدة عسكرية سخية وتقيم معه حوارا استراتيجيا يقوم على اساس الثقة باستقرار الحكم وباستمرار اتفاق السلام مع اسرائيل.
هل المظاهرات الكبرى والعنيفة التي وقعت امس تبشر بنهاية حكم مبارك؟ هل أثر تونس بدأ يعمل في العالم العربي ومصر هي ضحيته الاولى؟
مظاهرات بهذا الحجم وبهذا العنف لم تشهدها مصر منذ مظاهرات الخبز في العام 1977، والتي دفعت بالرئيس السادات الى التراجع عن رفع اسعار الخبز والمنتجات الاساسية. الوضع اليوم أخطر. نحو 40 في المئة من سكان مصر يرتزقون باقل من دولارين في اليوم، البطالة عالية والامراض تنتشر في اوساط السكان. رغم الاصلاحات واسعة النطاق، لم ينجح مبارك في تغيير الوضع الاقتصادي الخطير بالنسبة للجماهير وثمارها تصل اساسا الى الطبقات العليا التي تعيش بغنى وأبهة. فضلا عن ذلك، في عصر قنوات التلفزيون الفضائية، الانترنت، والشبكات الاجتماعية، فان الجمهور على علم بوضعه الصعب أكثر بكثير مما في الماضي.
كان الناس معتادين على القول عن مصر ان الانفجارات الاجتماعية لا يمكنها أن تقع هناك، وذلك لان هذا شعب يرد ببطء مثل تدفق النيل نفسه. يبدو أن هذه الازمنة قد انقضت. صحيح أن النيل يتدفق ببطء ولكن الجمهور بات يوجد في وضع من الهياج منذ عدة سنوات.
كما أن التخمينات بشأن الحالة الصحية لمبارك، وامكانية أن يخلفه ابنه جمال زادت من التوتر وثوران الاعصاب في اوساط الجماهير.
ثورة الياسمين في تونس رفعت على الفور مستوى الآمال بالتغيير. الشبان المصريون بدأوا يحاكون التونسي الذي اشعل النار في نفسه فانتحر ففتح بذلك المعركة التي أدت الى اسقاط الحكم. ومن هنا كان الطريق قصيرا الى تنظيم مظاهرات احتجاج. بدأت بذلك مجموعة كتاب الصفحات الشبان على الانترنت 9 نيسان (أبريل)، الذين يقوضون منذ سنتين الاحتجاج في مصر. وانضمت اليها منظمات اخرى وانطلقت المظاهرات على الدرب.
يبدو ان في هذه المرحلة توقفت المظاهرات، وان كان ينبغي الانتظار حتى يوم غد، ولكن الجمهور لا بد تلقى تشجيعا من شجاعته وبلا ريب سيكون هناك استمرار لهذا الكفاح. بالمقابل ينبغي القول ان حكم مبارك، الذي يقوم على اساس حزب سلطة موال، لم يقل بعد كلمته الاخيرة وينبغي التوقع بان في الايام القادمة ستبذل اجهزة الامن كل ما في وسعها لتشديد الفعل لوقف هذا الميل.
' سفير اسرائيلي اسبق في مصر
معاريف 26/1/2011
هل المظاهرات الكبرى والعنيفة التي وقعت امس تبشر بنهاية حكم مبارك؟ هل أثر تونس بدأ يعمل في العالم العربي ومصر هي ضحيته الاولى؟
مظاهرات بهذا الحجم وبهذا العنف لم تشهدها مصر منذ مظاهرات الخبز في العام 1977، والتي دفعت بالرئيس السادات الى التراجع عن رفع اسعار الخبز والمنتجات الاساسية. الوضع اليوم أخطر. نحو 40 في المئة من سكان مصر يرتزقون باقل من دولارين في اليوم، البطالة عالية والامراض تنتشر في اوساط السكان. رغم الاصلاحات واسعة النطاق، لم ينجح مبارك في تغيير الوضع الاقتصادي الخطير بالنسبة للجماهير وثمارها تصل اساسا الى الطبقات العليا التي تعيش بغنى وأبهة. فضلا عن ذلك، في عصر قنوات التلفزيون الفضائية، الانترنت، والشبكات الاجتماعية، فان الجمهور على علم بوضعه الصعب أكثر بكثير مما في الماضي.
كان الناس معتادين على القول عن مصر ان الانفجارات الاجتماعية لا يمكنها أن تقع هناك، وذلك لان هذا شعب يرد ببطء مثل تدفق النيل نفسه. يبدو أن هذه الازمنة قد انقضت. صحيح أن النيل يتدفق ببطء ولكن الجمهور بات يوجد في وضع من الهياج منذ عدة سنوات.
كما أن التخمينات بشأن الحالة الصحية لمبارك، وامكانية أن يخلفه ابنه جمال زادت من التوتر وثوران الاعصاب في اوساط الجماهير.
ثورة الياسمين في تونس رفعت على الفور مستوى الآمال بالتغيير. الشبان المصريون بدأوا يحاكون التونسي الذي اشعل النار في نفسه فانتحر ففتح بذلك المعركة التي أدت الى اسقاط الحكم. ومن هنا كان الطريق قصيرا الى تنظيم مظاهرات احتجاج. بدأت بذلك مجموعة كتاب الصفحات الشبان على الانترنت 9 نيسان (أبريل)، الذين يقوضون منذ سنتين الاحتجاج في مصر. وانضمت اليها منظمات اخرى وانطلقت المظاهرات على الدرب.
يبدو ان في هذه المرحلة توقفت المظاهرات، وان كان ينبغي الانتظار حتى يوم غد، ولكن الجمهور لا بد تلقى تشجيعا من شجاعته وبلا ريب سيكون هناك استمرار لهذا الكفاح. بالمقابل ينبغي القول ان حكم مبارك، الذي يقوم على اساس حزب سلطة موال، لم يقل بعد كلمته الاخيرة وينبغي التوقع بان في الايام القادمة ستبذل اجهزة الامن كل ما في وسعها لتشديد الفعل لوقف هذا الميل.
' سفير اسرائيلي اسبق في مصر
معاريف 26/1/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق