اصدار الاعلان الدستوري يشعل الانتخابات الرئاسية
وتضمن الاعلان'الدستوري الذي سيحكم مصر الى حين انتخاب برلمان ورئيس جديدين قبل نهاية العام، مبادئ اساسية بينها التأكيد على سيادة القانون وتعديلات قانون الأحزاب واستقلال القضاء، واشارت المواد الأربع الأولى الى أن مصر جمهورية نظامها ديمقراطي، وجزء من نسيج الأمة العربية، وأن الإسلام دين الدولة الرسمي واللغة العربية اللغة الرسمية والشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع، كما نصت على أن الشعب مصدر السلطات،'وتكوين الأحزاب ليس على أساس ديني، ثم نصت المواد على المقومات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ونص الإعلان أيضًا على أن الملكية العامة مصونة ولا يجوز فرض الحراسة عليها وتضمن باب الحقوق والحريات، وأن المواطنين أمام القانون سواء ولا يوجد أي مواطن يتم اعتقاله أو حجزه إلا طبقا للقانون، وأن الدولة تكفل حرية العقيدة وحرية الرأي والصحافة، والمواطنين لهم حق الاقتناع الخاص طبقا للقانون، كما أن إنشاء الضرائب وتعديلها لا يكون إلا بالقانون.
ووضع الإعلان الدستوري شروط الترشح للرئاسة طبقا لما جاء بمواد التعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء عليها ونص على الإشراف القضائي الكامل ومدة الرئاسة 4 سنوات لا تجدد سوى مرة واحدة، كما أن الرئيس ملزم بتعيين نائب خلال 60 يوماً، وأكد أن 'نسبة 50' عمال وفلاحين' لا تزال كما هي فضلا عن كوتة المرأة كما هي أيضا.
ومن المتوقع ان تزداد سخونة المعركة الانتخابية للفوز بسدة الحكم، والتي بدأت بالفعل مع اعلان عدد من الشخصيات العامة الترشح لخوضها، وهم ايمن نور وعمرو موسى ومحمد البرادعي والمستشارهشام البسطاويسي وعبد المنعم عبد الفتوح والفريق مجدي حتاتة (رئيس اركان الجيش سابقا) والفريق احمد شفيق وحمدين صباحي وعبدالله الاشعل. ومن المتوقع ان ينضم اخرون الى هذه القائمة خلال الايام المقبلة.
ويطرح وجود عسكريين وقيادي من جماعة 'الاخوان' وشخصيات مثيرة للجدل مثل ايمن نور والبرادعي بين المرشحين اسئلة حول ما اذا كانت المؤسسة العسكرية ستتخذ موقفا مع او ضد احد المرشحين للرئاسة.
وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة اعلن انه لن يكون له مرشح في انتخابات الرئاسة، وهو ما اعلنته جماعة الاخوان كذلك الا ان ترشح عبد المنعم ابو الفتوح قد ينظر اليه باعتباره خرقا لهذا التعهد خاصة انه تراجع عن الاستقالة من الجماعة.
ومن المتوقع ان تتضح قريبا خريطة التحالفات و'التربيطات' في الموسم الانتخابي الساخن الذي تدخله البلاد مع اعلان تشكيل احزاب جديدة خاصة من شباب الثورة، والتي قد تخطف الاضواء من 'احزاب المعارضة' القديمة والضعيفة التأثير، والتي ينظر اليها البعض باعتبارها 'جزءا من فلول نظام مبارك'.
ومع ظهور مدى قوة التيار السلفي بعد الثورة، يترقب المحللون موقف اهم مكوناته ورموزه من امكانية الترشح في انتخابات الرئاسة، اما عبر الحزب السياسي الذي تعمل الجماعة الاسلامية على تشكيله او كمستقلين بالحصول على تأييد 30 الف مواطن من 15 محافظة، وهو امر ليس صعبا على كثير من 'نجوم السلفيين'.
وتشهد مصر حاليا جدلا واسعا حول مخاوف متزايدة من دولة دينية بسبب حوادث عنف مزعومة ابطالها سلفيون متشددون.
ورغم قبوله في اوساط شعبية، واصراره على انه ليس من فلول النظام السابق، يواجه عمرو موسى، مشاكل مع النخبة المثقفة وشباب الثورة والانترنت، الذين نشروا فيديو يقول فيه انه سينتخب الرئيس مبارك لفترة جديدة. ولا يستبعد مراقبون ان يحظى موسى بدعم بعض التيارات الدينية (ومنها الاخوان) ، بسبب انهم يرون موقفه الداعم للمادة الثانية (الاسلام دين الدولة) افضل من البرادعي.
اما الدكتور محمد البرادعي فيبدو انه دفع ثمن غيابه عن مصر مكررا قبل الثورة، ما سمح للكثيرين بسحب تأييدهم له، واتهامه بالسعي الى ركوب الثورة، الا انه مازال يحظى بدعم كبير بين بعض شباب الثورة. ويبدو ان فرصه ستتحدد على ضوء مدى قدرته على حشد القوى الليبرالية خلفه في مواجهة المخاوف من الدولة الدينية.
ويتميز الدكتور ايمن نور عن باقي المرشحين بالخبرة السياسية الواسعة التي اكتسبها عندما حل ثانيا في انتخابات 2005، وكذلك نشاطه السياسي االواسع اذ زار اكثر من ثلاثمائة قرية ومدينة في انحاء البلاد منذ خروجه من السجن قبل نحو عامين، ضمن حملة اسماها (طرق الابواب) ردا على حملة جمال مبارك، الى جانب خبرته البرلمانية كنائب لعشر سنوات عن دائرة باب الشعرية الشعبية في القاهرة. الا ان ترشحه يبقى مرهونا بمشكلة قانونية تتعلق بحرمانه من حقوقه السياسية بسبب ادانته بالتزوير في عهد مبارك، وقد صرح بأن النائب العام وافق على اعادة النظر في القضية.
ويبرز المستشار البسطاويسي كمرشح رمز لاستقلال الهيئة القضائية التي تحظى باحترام واسع، بسبب دوره فيما عرف بانتفاضة القضاة في العام 2006، ما اكسبه احتراما وشعبية كبيرين. وحظي ترشيح البسطاويسي بقبول واسع في ظل اجواء قضايا الفساد التي كشفت بعد انهيار النظام الا ان افتقاره لخبرة العمل السياسي الميداني والدولي قد يمثل مشكلة امامه.
اما 'الفريق مجدي حتاتة فما زال شخصية مجهولة بالنسبة لاكثر المصريين في حين يمثل الفريق شفيق حالة مثيرة للجدل'بسبب كونه تلميذ مبارك وصديقه الشخصي.
من جهة اخرى حدثت تغييرات واسعة في قيادات المؤسسات الصحافية المملوكة للدولة اطاحت ببعض ابرز رموز مرحلة الرئيس المخلوع حسني مبارك.
فمبوجب قرار وقعه رئيس الوزراء عصام شرف فقد اجرت الادارة العسكرية تغييرات شملت خروج رؤساء مجلس ادارة ورؤساء تحرير كل من مؤسسات الاهرام والتحرير واكتوبر وروز اليوسف اضافة الى وكالة انباء الشرق الاوسط.
ووفقا للقرار فقد اخرج عبد المنعم سعيد العضو البارز في الحزب الوطني الحاكم ايام مبارك من رئاسة مجلس ادارة الاهرام كما اطيح برئيس تحرير الجريدة العريقة اسامة سرايا والمعرف بحبه وصوره التعبيرية للرئيس مبارك.
كما اطيح برئيس تحرير مجلة وصحيفة روز اليوسف عبد الله كمال الذي كان يعتبر 'مقربا من جمال مبارك من منصبه مثلما ابعد رئيس المؤسسة كرم جبر.
كما تم تعيين رئيس جديد لتحرير اخبار اليوم بدلا من ممتاز القط الذي كتب مقالا اشفق فيه على الرئيس مبارك لانه محروم من الاستمتاع بـ(طشة الملوخية مثل باقي ابناء الشعب).
وتم تعيين رؤساء تحرير جدد لصحف الجمهورية والمساء والاهرام المسائي ومجلات اكتوبر وآخر ساعة وصباح الخير التي تصدر عن عدة مؤسسات مملوكة للدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق