نقلت صحيفة 'الغارديان' البريطانية عن وثائق سربها موقع ويكيليكس انه من المرجح ان يعاد انتخاب الرئيس المصري حسني مبارك للرئاسة مرة اخرى العام المقبل وان يبقى في السلطة طوال حياته.
وجاءت هذه المعلومات في وثيقة امريكية دبلوماسية اعدتها السفيرة الامريكية في القاهرة مارغريت سكوبي ونشرها موقع ويكيليكس، حسبما ذكرت الصحيفة في وقت متأخر من الخميس.
ولمحت البرقية التي كتبت في ايار/مايو قبل زيارة مبارك الى واشنطن، ان الانتخابات الرئاسية التي ستجري في مصر في 2011 'لن تكون حرة ولا نزيهة'.
وقالت الصحيفة ان 'رأي سكوبي الصريح كان ان مبارك .. من المرجح ان يقضي اخر ايام حياته في السلطة بدلا من التنحي طوعا او من خلال انتخابات ديموقراطية'.
وجاء في البرقية ان 'الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجري في 2011، واذا كان مبارك لا يزال حيا، فانه من المرجح ان يرشح نفسه مرة اخرى ويفوز دون اي شك'.
واضافت انه 'رغم المناقشات الواسعة والمتواصلة، فلا احد في مصر متأكد من سيخلف مبارك او تحت اي ظروف'.
ويعتبر جمال نجل الرئيس مبارك، المصرفي البالغ من العمر 47 عاما والذي ترقى في صفوف الحزب الوطني الحاكم، 'المرشح المرجح' لمنصب الرئاسة اضافة الى رئيس الاستخبارات عمر سليمان والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وقالت الصحيفة ان 'صورة مبارك كقائد قوي ولكن نزيه تضعف من موقف جمال نوعا ما، نظرا لافتقار جمال الى الخبرة العسكرية، وربما يفسر ذلك امتناع مبارك عن التدخل في مسألة الخلافة'. واضافت 'ويبدو انه (مبارك) يعتمد على الله وعلى الجيش القوي واجهزة الامن المدنية لضمان انتقال السلطة بشكل سلس'.
ولم يعلن مبارك، الذي خضع في اذار/مارس لعملية لازالة المرارة وزوائد لحمية في الامعاء، بعد عن ما اذا كان سيرشح نفسه للانتخابات الرئاسية.
وفي الوقت الذي كتبت فيه البرقية، وصف مبارك بانه 'في صحة جيدة، واكثر مشكلة صحية يمكن ملاحظتها هي ضعف السمع في اذنه اليسرى.
ويأتي نشر هذه البرقية عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر في 28 تشرين الثاني/نوفمبر و5 كانون الاول/ديسمبر التي فاز فيها حزب الرئيس مبارك بالاغلبية الساحقة حيث حصل على 420 مقعدا من اصل 508 مقاعد، مما عزز قبضته قبل الانتخابات الرئاسية.
وفاز المستقلون بسبعين مقعدا فيما لم تحصل احزاب المعارضة سوى على 14 مقعدا بعد ان قاطع معظمها الانتخابات التي قال عنها مراقبون انه شابتها اعمال تزوير واسعة، فيما اعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأنها. ورفضت القاهرة مزاعم التزوير ووصفت انتقادات حليفتها للانتخابات بانها 'تدخل غير مقبول' في الشؤون الداخلية.
وتصف البرقية مبارك بانه 'رجل مجرب وواقعي حقيقي وحذر ومحافظ بطبيعته، وليس لديه وقت للاهداف المثالية'.
وقالت البرقية ان 'مبارك ليس لديه شخص مقرب او مستشار يمكنه ان يتحدث باسمه بحق، كما انه منع ايا من مستشاريه الرئيسيين من العمل خارج نطاق السلطة الذي حدده لهم بشكل دقيق'.
واضافت البرقية ان 'جمال مبارك وعددا من وزراء الاقتصاد يساهمون بارائهم في الامور الاقتصادية والتجارية، الا انه من المرجح ان يقاوم مبارك اية اصلاحات جديدة للاقتصاد اذا ما رأى انها ستضر بالامن العام والاستقرار' في البلاد.
ووصفت البرقية مبارك بانه 'مصري علماني كلاسيكي يكره التطرف والتدخل الديني في السياسة' وتمثل حركة الاخوان المسلمين المعارضة 'الاسوأ' بالنسبة له.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين فازت بخُمس مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت عام 2005 الا انها فشلت في الحصول على اي مقعد في الانتخابات الاخيرة.
كما تطرقت البرقية لدور مصر في النزاعات الاقليمية بما فيها عملية السلام في الشرق الاوسط والعراق. كما لخصت رأي مبارك في الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.
وقالت ان 'مبارك اعتبر الرئيس بوش بانه شخص ساذج يخضع لسيطرة مساعديه ولم يكن مستعدا مطلقا للتعامل مع العراق في فترة ما بعد صدام خاصة مع تزايد النفوذ الايراني في المنطقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق