بدايته في العمل الصحافي
التحق بالعمل في مجلة روز اليوسف منذ أن كان طالباً في السنة الأولى من كلية الإعلام. وتولى رئاسة تحرير جريدة الدستور اليومية (حتى أُقيل من ذاك المنصب) إضافة إلى جريدة عين الأسبوعية، كما أنه أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
قدّم إبراهيمُ عيسى في التلفزيون برنامج «الفهرس» الأسبوعي على قناة دريم الفضائية، كما كان يقدم برنامجاً سياسياً عنوانه «على القهوة» في نفس القناة إلى أن منعت السلطات المصرية هذا البرنامج. وقدم برنامج «نحن هنا» علي قناة أو تي في المصرية وبرنامج «بلدنا بالمصري» ايام الاحد والثلاثاء والخميس مع ريم ماجد علي قناة أون تي في إلى أن منعته السلطات المصرية أيضاً.
علاقته بالسلطات المصرية
يُعَدُّ إبراهيم عيسى أحد أكثر الصحفيين المصريين نشاطاً وإحتجاجاً على ممارسات السلطة السياسية في مصر، ونتيجة لمواقفه أغلقت السلطات ثلاث صحف كان يرأس تحريرها كما صودرت إحدى رواياته «مقتل الرجل الكبير» وله أيضا رواية «أشباح وطنية».
إتُّهِمَ بالسّب والقذف والتحريض والإهانة والتطاول على رئيس الجمهورية هو والصحفية سحر زكي والمحامي سعيد عبد الله وذلك عندما كتبت الصحفية سحر مقالاً بجريدة الدستور تحت عنوان «مواطن من وراق العرب يطالب بمحاكمة مبارك وأسرته وردّ مبلغ ٥٠٠ مليار جنيه قيمة القطاع العام والمعونات الخارجية».
في ٢٦ يونيو ٢٠٠٦ حكم عليه بالسجن لمدة عام وكفالة ١٠ ألاف جنيه، غير أن محكمة الاستئناف خففت الحكم إلى غرامة تصل إلى ٤٠٠٠ جنيه.
حاكمته أجهزة الأمن المصرية بتهمة نشر أخبار كاذبة عن صحة رئيس الجمهورية، وصدر يوم ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧ حكم ضده بالسجن سنة، وتمت إعادة محاكمته أمام دائرة أخرى والتي أصدرت في ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٨ حكمها عليه بالحبس لمدة شهرين، وكان الحكم مشمولاً بوجوبية النفاذ فسلّم نفسه للسلطات في نفس اليوم، ولكن الرئيس حسني مبارك أصدر قراراً جمهورياً بالعفو عنه في ٦ أكتوبر ٢٠٠٨.
عيسى وجريدة الدستور
صدرت الدستور في ديسمبر ١٩٩٥ بتصريح من قبرص، وهي حيلة ابتدعها الصحفيون المصريون للالتفاف حول القوانين المقيدة لحرية إصدار الصحف. ظلت الدستور تصدر لمدة تزيد على العامين بأربعة أشهر أثارت فيها العديد من القضايا وتناولت بجرأة نقد الكثير من المسئولين، وفضحت بعض قضايا الفساد مما جعلها هدفا للكثيرين.
في عام ١٩٩٨ أوقفت الدستور عن الصدور بعدما نشرت بياناً منسوباً لإحدى الجماعات الإسلامية، وهو ما اعتبرته وزارة الإعلام بياناً غير مقبول، وقد يكون مثيراً للفتنة الطائفية. ثم عادت الجريدة إلى الصدور في عام ٢٠٠٤ وكان عيسى يرأس تحريرها ومع جريدة صوت الأمة إلى أن إنفرد بتحرير جريدة الدستور الأسبوعي واليومي معاً الذي صدر في ٢٠٠٧.
نال إبراهيم عيسى عندما كان رئيس تحرير صحيفة الدستور جائزة جبران تويني لعام ٢٠٠٨، التي يمنحها سنويا الإتحاد العالمي للصحف تكريما لرئيس تحرير أو ناشر صحفي في المنطقة العربية.
وتثمّن هذه الجائزة، الممنوحة لتخليد ذكرى جبران تويني، الناشر الصحفي اللبناني وعضو مجلس إدارة الإتحاد العالمي للصحف الذي سقط ضحية إعتداء بسيارة مفخخة بالمتفجرات في العاصمة اللبنانية بيروت يوم ١٢ ديسمبر ٢٠٠٥، التزام السيد إبراهيم عيسى بحرية الصحافة وشجاعته وحنكته القيادية وطموحه ومقدراته الإدارية والمهنية العالية.
في يوم ٥ أكتوبر ٢٠١٠ قام صاحب صحيفة الدستور الجديد السيد البدوى بإقصاء ابراهيم عيسى عن رئاسة تحرير الصحيفة، واستبعد رضا إدوارد في مداخلة مع برنامج «٤٨ ساعة» مساء الخميس ٧ أكتوبر ٢٠١٠ والّذي تبثه قناة المحور، أي احتمالات لعودة إبراهيم عيسى رئيسا لتحرير الجريدة.
+++++++++++++++++++++++++++++++++
الوارث والموروث
غريب جدًا جمال مبارك، رجل يريد أن يرث الرئاسة من والده، ولكنه يهدد استقرار رئاسة والده نفسه ونفسها، أعطاه والده البلد على سبيل الأمانة أو الهدية كى يديرها فعليًا ويختار رجاله فى الحزب، فأطاح بصفوت الشريف عمليًا، وعصف بيوسف والى وكمال الشاذلى فعليًا، وجاء بصديقه محتكر الحديد وشلته من رجال الأعمال فى الوزارة من رئيسها حتى صغيرها، وبدلاً من أن يصون الأمانة فهو يشعل البلد لأبيه، سواء بسياسات اقتصادية متوحشة تحتكر السلطة والثروة وتحتقر محدودى الدخل والغلابة، أو بمواقف سياسية مليئة بالغل والكراهية تجاه المعارضين للتوريث، أو بإطلاق يد أمن الدولة ترعى فى مراعى الحكم وتأكل الأخضر واليابس، وتستولى على إدارة الحكم فى مصر، فهى المتحكمة فى كل شىء، وهى المتصرفة فى كل أزمة، وهى القاضى والمحقق والسجان، وهى التى تقتل أطفالاً لتحمى جمال مبارك، وتعتقل شبابًا بريئًا لتحمى جمال مبارك، وتسجن صحفيين لحماية جمال مبارك، وجمال مبارك سعيد بهذا جدًا، ويستخدمها كما يستخدم الشباب لعبة الحرب فى البلاى ستشين ليقتل أعداءه وخصومه، ويثير فى قلبه الفرحة وينتفض بالنشوة، ثم هو كذلك يأتى برجاله فى الإعلام ليحلوا محل رجال والده، فإذا بهم على ذات درجة الفرح باللعبة، ويدمرون ما بقى من مصداقية وهى قليلة أساسًا لنظام الرئيس مبارك، ويحولون إعلام جمال مبارك لنفس حالة الفصام والانفصال فى الشخصية، حيث يحكون لنا عن السعادة الرائعة للمصريين، والازدهار الرهيب والنجاح الاقتصادى المذهل تمامًا مثلما كان إعلام نكسة يونيو، يحدثنا عن سقوط الطائرات الإسرائيلية، ونحن مهزومون منسحبون، وهو نفس ما يتكرر من إعلام جمال مبارك الذى يطنطن بأكاذيب لا علاقة لها بالحقيقة ومتناقضة تمامًا مع الواقع الذى يغطس فيه المصريون فى التعاسة، بينما جمال مبارك و واحدًا من أصحابه ورجاله فى الحزب والإعلام مصممون أن مصر بطنها واجعاها من كتر الضحك و السعادة
أليس غريبًا على مدى عصر الرئيس مبارك كله ألا يمارس رجال الأمن كل هذا العنف، وكل هذا البغض ضد المتظاهرين فى الشوارع إلا بعد أن تولى عمليًا جمال مبارك مهام المدير التنفيذى لمصر، فصرنا نشاهد ونشهد الأمن وهو يتعامل مع المتظاهرين بإصابتهم بإعاقة، أو فخت عينهم، أو التحرش بهم أو قتلهم
أفهم عندما أتسلم مهمة إدارة شركة من والدى وليست بلدًا مثلاً أن أقعد وأتعلم أولاً ثم أحاول أن يحبنى العمال والموظفون والزبائن والشركاء، ثم أحاول أن أطور وأثبت أننى أمين على فلوس أبويا، لكن أن أخرب الشركة وأفلسها، وأجيب أصحابى يتولون مناصبها وأرفد العمال وأحرم الموظفين من حقوقهم فهذا عمل لا يليق بوارث يعرف قيمة ما ورث، وحتى لو ورث تلك الشركة، فهى لن تستمر طويلاً فى يده، ولن يبقى فيها كثيرًا، هذه هى الشركة، فما بالك بالبلد، بالناس، بالشعب الذى هو ليس دينارًا ولا درهمًا يتم توريثه، وليس عقارًا ولا ثلاجة كى يتم حسابه ضمن إعلام الوراثة، هذا الشعب الآن هل يثق فى جمال مبارك وقدراته؟ هل يحبه ويتعاطف مع إمكاناته؟ هل يقبله وريثًا؟ الغريب أن جمال مبارك وليس أى أحد آخر هو الذى أنهى أى إمكانية لمجيئه وسط سلام مجتمعى بيحب هو كلمة مجتمعى جدًا فلم تعد المشكلة فى أن جمال مبارك ابن الرئيس فقط، بل المشكلة الكبرى أنه غير كفء، لدرجة تهدده بتضييع الورث قبل أن يرثه
(((((((((((((((((((((((((((((()))))))))))))))))))))))))))))))))))))
مقال الدكتور/ محمد البرادعى الى بسببة كانت الكارثة على ابراهيم عيسى
حرب أكتوبر ما هو أكبر من الانتصار
تمر اليوم الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار أكتوبر المجيد، والذي اقتحم فيه الجيش المصري قناة السويس وانتصر على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد سنوات ست من الهزيمة والانكسار. يعد احتفال مصر والعالم العربي بذكرى حرب أكتوبر مناسبة عظيمة لنسترجع مرة أخرى «طريق النصر»، والذي هو في الحقيقة أهم من الانتصار ذاته، فنصر أكتوبر لم يكن وليد الصدفة إنما كان نتاج جهد وعرق ودماء دفعها الشعب المصري وقواته المسلحة الباسلة من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة فقد كان اعتراف القيادة السياسية بمسئوليتها عن هزيمة 67 الفادحة وتقديم عبد الناصر لاستقالته في خطاب التنحي الشهير، ومحاسبة كبار الضباط المسئولين عن الهزيمة، ثم إعادة بناء القوات المسلحة على أسس جديدة متسمة بالتخطيط العلمي والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة، وضم المؤهلين بين صفوف الجنود، وإعادة الثقة في قدرة المقاتل المصري وغرس ثقافة النصر والعمل والقدوة الحسنة بين صفوف الجنود، وكان استشهاد البطل عبد المنعم رياض أثناء حرب الاستنزاف رسالة واضحة من القوات المسلحة إلى الشعب المصري، بأن القائد الحقيقي هو الذي يبقى وسط جنوده، وأن القيادة لم تكن في أي يوم مجرد تشريفٍ إنما هي في المقام الأول مسئولية وتكليف وقد يصل ثمنها أحيانًا إلى الاستشهاد.
لقد كان نصر أكتوبر انتصارًا للانضباط والتخطيط في العمل، وهو بالتأكيد يمثل عكس ثقافة الفوضى والعشوائية التي عرفها المجتمع المصري بعد ذلك. كما يمثَّل أيضًا رسالة قوية لكل المجتمع بأنه لا تقدم ولا نصر إلا بالاعتراف بالخطأ والبدء في تصحيحه. لقد قام الجيش المصري بعمل تاريخي وبطولي في مثل هذا اليوم من عام 1973 وقدم آلاف الشهداء الذين لولا تضحياتهم وبطولاتهم لما نجحت مصر في استرداد أرضها المحتلة ولما فتح الباب أمام بناء مصر المستقبل.
وللأسف الشديد و بعد مرور 37 عامًا على هذا الانتصار فإننا لم نستلهم قيم أكتوبر في « معركة السلام» ولم نتقدم اقتصاديًّا ولا سياسيًّا، وتعمقت مشاكلنا الاجتماعية والثقافية بل والأكثر أسفًا أن العديد من قيم أكتوبر مثل: المواطنة، والعمل الجماعي، والتفكير العقلاني، والتخطيط المدروس، والانضباط، والوفاء، والصدق، والشفافية، والتواضع، وإنكار الذات، وغيرها من القيم التي تشكل البنية الأساسية لتقدم المجتمعات لم يعد لها مكان يذكر في مجتمعنا.
إن إصلاح مصر لن يكون إلا باستلهام هذه القيم التي جسدتها القوات المسلحة، والتي يجب أن تعود مرة أخرى لتكون هي قيم الشعب المصري بأكمله. تحية إلى شهداء مصر الأبرار ورحمة الله عليهم وتحية إلى قيم أكتوبر التي حان وقت عودتها وبعثها من جديد، لتعوض مصر ما فاتها وتبني نظامًا ديمقراطيًّا يقوم على الحرية وكفالة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لكل مصري دون تفرقة أو تمييز.
محمد البرادعي
من اول السطر
ابراهيم عيسى
أداء جمال عبدالناصر في هذه الخطبة ربما يثير الحماس والإعجاب، ولا أملك إلا أن أفرح وأنا أقرأها بعد خمسة وأربعين عاماً من إلقائه لها، وأفخر بأن هناك رئيساً وزعيماً عربياً كان قادراً علي أن يرد علي الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الطريقة، وبهذا الكبرياء حين تطالبه بالصلح والتسوية مع إسرائيل، قال عبدالناصر في خطبة عيد النصر عام 1964رداً علي تهديد الرئيس الأمريكي «جونسون» بوقف المعونة الاقتصادية:دي سياستنا.. سياسة مستقلة، وإحنا بنقول إن إحنا أمّا بنتعامل مع دول العالم بنتعامل معاها علي أساس إن ما حدش يتدخل في شئوننا، ولكن إذا كانوا الأمريكان بيفهموا إنهم بيدونا شوية معونة علشان ييجوا يتحكموا فينا ويتحكموا في سياستنا، أنا باقول لهم إحنا متأسفين، إحنا مستعدين ننزل الشاي شوية، بنقلل من استهلاكنا في البن، وبنقلل من استهلاكنا في بعض حاجات ونحافظ علي استقلالنا، ليه أنا باقول إحنا بناخد من الأمريكان قمح، لازم نعرف المواضيع بالمفتوح، قمح، ولحمة، وفراخ، ما بناخدش مصانع، والله أبداً يعني ما بيدوناش مصانع، بيدونا بحوالي 50 مليون جنيه في السنة ( تأمّل رقم المعونة أيام عبدالناصر ثم شوف عبدالناصر وهو يقارنها بميزانية مصر وقتها) فيضيف: إحنا ميزانيتنا في السنة 1100 مليون جنيه،(أقل من ثروة أي رجل أعمال في أمانة السياسات بالحزب الوطني هذه الأيام ) بنصرف علي الخطة حوالي 400 مليون جنيه أو 500 مليون جنيه، إذا دعا الأمر إن إحنا نوفر الـ 50 مليون جنيه بنوفرها علي الجزمة، ولا بتهمنا والله العظيم.(ياه حكاية الجزمة دي قديمة قوي، إنها لهجة فيها استخفاف وسخرية وفيها قسوة وترفع علي أمريكا التي تريد كسر إرادة مصر ) ويكمل عبد الناصر: ليه أنا باقول هذا الكلام؟ أنا باقول هذا الكلام النهارده بمناسبة إن إمبارح السفير الأمريكي قابل نائب رئيس الوزارة للتموين وراح عنده مقموص وزعلان وقعد عنده دقيقتين، وكان مفروض حيكلمه علي التموين - المواد التموينية اللي إحنا بنجيبها من أمريكا حسب قانون الحاصلات - وقال له والله أنا ما باقدرش أتكلم أبداً دلوقت في هذا الموضوع.. ليه؟ لأن سلوكنا يعني - إحنا - هنا في مصر مش عاجبهم. أنا باقول له هنا اللي سلوكنا مش عاجبه يشرب.. يشرب منين؟ «وترد الجماهير من البحر» يشرب من البحر وإن ماكفهوش.. وقلت هنا اللي ما يكفيهوش البحر الأبيض بندي له البحر الأحمر يشربه كمان!
يواصل عبدالناصر :اللي أنا بدي أقوله إن إحنا لا يمكن نبيع استقلالنا علشان 30 مليون جنيه ولاّ 40 مليون ولاّ 50 مليون جنيه، إن إحنا مش مستعدين نقبل من واحد أي كلمة، اللي بيكلمنا أي كلمة بنقطع له لسانه،(بعد الجزمة جاء قطع اللسان!) كده كلام واضح وكلام صريح، إذا كنا النهارده بنشرب شاي 7 أيام نشرب 5 أيام لغاية ما نبني بلدنا، إذا كنا بنشرب قهوة 7 أيام نشرب 4 أيام، إذا كنا بناكل لحمة 4 أيام ناكل لحمة 3 أيام.
اللي أنا بدي أقوله إن طبعاً مناسبة هذا الكلام في الوقت اللي بيقولوا إن إحنا عندنا أزمة تموين وعندنا كذا وعندنا كذا إن دل علي شيء فيدل علي أنها طريقة من طرق الضغط، إحنا متأسفين ما بنقبلش الضغط، وما بنقبلش الكلام السخيف، وما بنقبلش الرذالة أبداً، وإحنا ناس خلقنا ضيق، خلقتنا كده وطبيعتنا كده، إذن المعونة الأمريكية زي ما قال السفير إمبارح إنهم مش مستعدين يتكلموا، بنقول لهم والله متشكرين وكتّر خيركم، لكن إحنا مش مستعدين نقبل كلام ولا نقبل أنزحة، إحنا بنقدر نوفر الـ50 مليون جنيه، وبنقدر يكون عندنا كفاية ذاتية، والشعب المصري يستطيع أن يصبر ويكافح.
انتهت الخطبة وطبعاً تملأك عزة خصوصاً عندما تقارن الأداء الناصري بالأداء المباركي مع السياسة الأمريكية، حيث حكومة مصر طيِّعة ومستجيبة وتابعة لأهداف واشنطن كأن سياساتنا صارت فرعاً لوزارة الخارجية الأمريكية في القاهرة، لكن الحقيقة أن منهج عبدالناصر المستقل عن الأمريكان والمناهض لسياسة أمريكا الإسرائيلية في المنطقة لم يقم بحمايته بالديمقراطية، بل أدت ديكتاتورية عبدالناصر إلي هزيمة عسكرية فادحة نخرت منهج الاستقلال وفتحت الطريق بعد عبدالناصر إلي تبعية مصر الصارخة لأمريكا، وتحولت مصر من كبرياء الاستقلال إلي ابتذال الكرامة والسمع والطاعة من أجل الرضا الأمريكي السامي علي الحكم ورجاله، فكما ضيع الاستبداد الاستقلال عن أمريكا جلبت الديكتاتورية وحكم الفرد والرغبة في توريث الحكم التبعية لأمريكا، الحل هو النموذج التركي، ديمقراطية محترمة وعظيمة ودولة ناهضة وقوية وموقف مبدئي مستقل وعلاقة ندية رأساً برأس مع أمريكا!
أما كبرياء بلا ديمقراطية أواستبداد بلا كبرياء فهو الفشل بعينه وبوجهه وبقفاه!
الوارث والموروث
غريب جدًا جمال مبارك، رجل يريد أن يرث الرئاسة من والده، ولكنه يهدد استقرار رئاسة والده نفسه ونفسها، أعطاه والده البلد على سبيل الأمانة أو الهدية كى يديرها فعليًا ويختار رجاله فى الحزب، فأطاح بصفوت الشريف عمليًا، وعصف بيوسف والى وكمال الشاذلى فعليًا، وجاء بصديقه محتكر الحديد وشلته من رجال الأعمال فى الوزارة من رئيسها حتى صغيرها، وبدلاً من أن يصون الأمانة فهو يشعل البلد لأبيه، سواء بسياسات اقتصادية متوحشة تحتكر السلطة والثروة وتحتقر محدودى الدخل والغلابة، أو بمواقف سياسية مليئة بالغل والكراهية تجاه المعارضين للتوريث، أو بإطلاق يد أمن الدولة ترعى فى مراعى الحكم وتأكل الأخضر واليابس، وتستولى على إدارة الحكم فى مصر، فهى المتحكمة فى كل شىء، وهى المتصرفة فى كل أزمة، وهى القاضى والمحقق والسجان، وهى التى تقتل أطفالاً لتحمى جمال مبارك، وتعتقل شبابًا بريئًا لتحمى جمال مبارك، وتسجن صحفيين لحماية جمال مبارك، وجمال مبارك سعيد بهذا جدًا، ويستخدمها كما يستخدم الشباب لعبة الحرب فى البلاى ستشين ليقتل أعداءه وخصومه، ويثير فى قلبه الفرحة وينتفض بالنشوة، ثم هو كذلك يأتى برجاله فى الإعلام ليحلوا محل رجال والده، فإذا بهم على ذات درجة الفرح باللعبة، ويدمرون ما بقى من مصداقية وهى قليلة أساسًا لنظام الرئيس مبارك، ويحولون إعلام جمال مبارك لنفس حالة الفصام والانفصال فى الشخصية، حيث يحكون لنا عن السعادة الرائعة للمصريين، والازدهار الرهيب والنجاح الاقتصادى المذهل تمامًا مثلما كان إعلام نكسة يونيو، يحدثنا عن سقوط الطائرات الإسرائيلية، ونحن مهزومون منسحبون، وهو نفس ما يتكرر من إعلام جمال مبارك الذى يطنطن بأكاذيب لا علاقة لها بالحقيقة ومتناقضة تمامًا مع الواقع الذى يغطس فيه المصريون فى التعاسة، بينما جمال مبارك و واحدًا من أصحابه ورجاله فى الحزب والإعلام مصممون أن مصر بطنها واجعاها من كتر الضحك و السعادة
أليس غريبًا على مدى عصر الرئيس مبارك كله ألا يمارس رجال الأمن كل هذا العنف، وكل هذا البغض ضد المتظاهرين فى الشوارع إلا بعد أن تولى عمليًا جمال مبارك مهام المدير التنفيذى لمصر، فصرنا نشاهد ونشهد الأمن وهو يتعامل مع المتظاهرين بإصابتهم بإعاقة، أو فخت عينهم، أو التحرش بهم أو قتلهم
أفهم عندما أتسلم مهمة إدارة شركة من والدى وليست بلدًا مثلاً أن أقعد وأتعلم أولاً ثم أحاول أن يحبنى العمال والموظفون والزبائن والشركاء، ثم أحاول أن أطور وأثبت أننى أمين على فلوس أبويا، لكن أن أخرب الشركة وأفلسها، وأجيب أصحابى يتولون مناصبها وأرفد العمال وأحرم الموظفين من حقوقهم فهذا عمل لا يليق بوارث يعرف قيمة ما ورث، وحتى لو ورث تلك الشركة، فهى لن تستمر طويلاً فى يده، ولن يبقى فيها كثيرًا، هذه هى الشركة، فما بالك بالبلد، بالناس، بالشعب الذى هو ليس دينارًا ولا درهمًا يتم توريثه، وليس عقارًا ولا ثلاجة كى يتم حسابه ضمن إعلام الوراثة، هذا الشعب الآن هل يثق فى جمال مبارك وقدراته؟ هل يحبه ويتعاطف مع إمكاناته؟ هل يقبله وريثًا؟ الغريب أن جمال مبارك وليس أى أحد آخر هو الذى أنهى أى إمكانية لمجيئه وسط سلام مجتمعى بيحب هو كلمة مجتمعى جدًا فلم تعد المشكلة فى أن جمال مبارك ابن الرئيس فقط، بل المشكلة الكبرى أنه غير كفء، لدرجة تهدده بتضييع الورث قبل أن يرثه
حزبنيات وطنية!
حلوة قوي النكتة التي يرددها بعض قيادات الحزب الوطني عن فوزهم بانتخابات المحليات، فالأمر يستحق فعلاً طبيبًا نفسيا يعالج هذا الاستبحس الذي يصاب به بعض السياسيين حين يكذبون فيصدقون كذبهم، ويغضبون وينزعجون ممن لا يصدق هذه الترهات التي يقولونها بمنتهي التجرؤ علي الحق وبعزم ما فيهم من استبحس!
وأطرف ما يرددونه منذ رفعوا الستارة عن مسرحية انتخابات المحليات، أنهم دخلوا هذه الانتخابات حتي يقضوا علي الفساد المستشري في المحليات، ولا تكاد تصدق ساعتها أنك أمام حزب في كامل قواه العقلية، فالمفروض أن المحليات في يد الحزب الوطني الذي يترأسه الرئيس حسني مبارك في كل تلك الفترة التي يتحدثون عن سيطرة هذا الفساد عليها، فهو لم يكن فسادًا في السودان أو اليمن، بل كان في مصر، وكان في محليات يسيطر عليها حزب يترأسه الرئيس مبارك، لكن الحزب الوطني يتحدث وكأنه لم يكن علي علاقة بالمحليات طيلة الفترة السابقة، وكأنها كانت تحت هيمنة الحزب الوطني الجنوب أفريقي وليس الحزب الوطني المصري، ثم كان الحل الفظيع الفزيع الذي يسعون إليه للقضاء علي فساد المحليات هو أن يدخلها الحزب الوطني، ويحتكر جميع مقاعدها، ويمنع جميع مرشحي الإخوان والمستقلين علي أن يترك فتات مقاعد لفتات أحزاب مفتتة وتافهة سياسيا، يعني الخلاص من فساد المحليات التي كان يسيطر عليها الحزب الوطني طوال ربع قرن هو أن يسيطر عليها الحزب الوطني تاني ليطهرها من فساد الحزب الوطني، حد فاهم حاجة من هذه الحزبنيات الوطنية، مش قلت لكم استبحس!
ثم هو نفسه الحزب الوطني الذي خوت دماغ اللي خلفوا الشعب من خلال تصريحات رجال أمن الحزب وأمن الأمن وأمن الصحافة أن مظاهرات المحلة كان وراءها عناصر إجرامية وولاد ستين في سبعين، وناس مندسة وقلة منحرفة وجمهور شبه منحرف وعيال محظورة وخطة من مستر إكس لتخريب مصر، وأن عمال المحلة ليسوا طرفًا في هذه المظاهرات التي كانت بعشرات الآلاف (عندما تشاهد مظاهرات المحلة التي خرج فيها علي مدي يومين آلاف المحلاوية تسأل نفسك معقولة كل هؤلاء قلة ومحظورين ومنحرفين وعناصر مجرمة.. يا نهار أسود، ده علي كده البلد كلها محظورة خالص ونحن لا نعرف!!) ثم إذا بنفس حكومة الحزب وتلك الوجوه تنزل من علياء غطرستها وغرورها وعنادها وتتفاوض من أطول وزير (وهو للمفارقة رئيس الوزراء) لأقصر وزير (وهي للمصادفة وزيرة القوي العاملة) مع عمال المحلة علي مطالبهم وشروطهم وحقوقهم، الله يعني هذه المظاهرات كانت من عمال المحلة أهه ومن أهاليهم وعيالهم وجيرانهم وولاد خالتهم وعمتهم، وأجبروا الحكومة علي التفاوض والاستجابة، طيب ما كان من الأول، فهؤلاء العمال يقولون لكم من شهور أن لديهم مطالب مشروعة، وحقوقًا مهدرة، وتعالوا نتفاوض، لأننا سنقوم بإضراب لو لم تسمعوا الكلام، وأنتم ودن من طين وودن من طين برضه، حتي جري ما جري، أين إذن سياستكم الحكيمة؟! أم أنكم لا تتحركون إلا عندما يفشل تحرك (وتحرش) الأمن!
عمومًا يا رشاد ويا سمير ويا سنية ولاد عمتي في المحلة الكبري.. طمنوني هل خرجتم في المظاهرات ولا لأ، لأنني لن أسمح بأن يقول أحد عن ولاد عمتي إنهم قلة منحرفة، واللي ييجي ناحية سيرة سمعة عمتي ح اقطع لسانه من لغلوغه!
مصر ان تمطعت
يمكن فهم مصر تماما من خلال المرور أو زحمة طابور رغيف العيش أو خلافه , يمكن معرفة ليه المسلمين مش طايقين المسيحيين رغم كل الكلام المزوق عن الوحدة الوطنية , وأن الأقباط محتقنون ومخنوقون من المسلمين رغم كل المزاعم عن وحدة النسيج الوطني , وكي تعرف لماذا صار ملايين المصريين لا يتحملون ألفي بهائي في بلدهم من جنسهم وجنسيتهم وعايزين يحرقوهم بالنار , ولتعرف لماذا صار المصريين فجأة لا يطيقون المذهب الشيعي ولا الشيعة الذين كانوا أقرب المسلمين اليهم , كي تفهم كيف تحولت المرأة التي تقتقل زوجها في الماضي من مجرد زوجة تدس السم لزوجها الى زوجة هذا العصر التي تقتل زوجها ثم تسلخه ثم تقطع لحمه حتتا ثم ترميه للكلاب , كي تدرك لماذا صارت حوادث الثأر جرائم باستخدام مئات من طلقات الرصاص في مذابح جماعية , كي تتأكد , أن مصر التي كنا نعرفها تتغير وتتبدل وتتبدد , تأمل معي هذا المشهد عندما يتم حشر الناس في أتوبيس مزدحم خانق ساعة زمن فانهم يتشاجرون مع بعضهم البعض ويتحرشون بغيرهم ويمسكون في خناق بعضهم البعض عندما نقف جميعا في زحمة مرور وفي طرق بلا معايير ولا ضوابط فكل منا يحاول أن ينجو بنفسه من الاشارة المشلولة ونكسر القواعد ويلعن بعضنا بعضا ونكسر على السواق المجاور ونسب بأوقح الألفاظ السيارات المتنافسة معنا على الخلاص من الخنقة .. مصر اذن تعوم على بحر من الكراهية بسبب ما حصل في السنوات الأخيرة من ضغط أقتصادي وتغييب للعدالة , في مصر ستون ألف قانونا لكن لا توجدعدالة على الاطلاق , اذهب الى قاعة أي محمة جنح في أي بقعة في البلد وتأمل فوضى زحام القاعة وناسها ومئات القضايا أمام القاضي وقذارة البلاط والدكك المتهالكة والاضاءة الباهتة المعتمة , وقل لي اذا كنت ستشعر بالامان أو برائحة العدل أم لا , ان أخر ما تنتظره في واقعنا من المحاكم العدل , ثم ادخل قسم شرطة في أي مكان في مصر وتأمل المعاملة المهملة والفظة والأيادي الممدودة للحصول على مصلحة ( عارف انت طبعا يعني ايه مصلحة ) والعساكر الضحايا الذين يفترسون زبائن القسم وأمناء الشرطة القادرين على تلبيس الحق بالباطل والضباط اللي مش فاضيين لأهلك وكلم عصبية وتوتر وعدوانية .. والوجوه التي احترفت التعذيب وكهربة الأعضاء التاناسلية والرمي في الحجز وتظبيط المحاضر , وقل لي : هل تشعر بالامان عندما تدخل قسم شرطة ؟ .. للأسف أخر ما تتوقعه من الشرطة الأمن , ضاقت الأرزاق وانتشر نفاق سياسي بسبب القهر والقمع الذي يعيشه المصريون , ونفاق ديني من أثر الفساد الذي صار قاعدة التعامل والتعايش في البلد من رشاوي واحلال للمال الحرام وسحت ومال منتزع بالغصب والتربح فكان ولا بد أن يداري الناس كسوفهم من أنفسهم بمزيد من التدين القشري الشكلي , غضب المصريين المكتوم وصراعهم النفسي الهادر وتنازعهم بين حلال يتمنونه وكرامة يحلمون بها وواقع يفترض عليك أن تكون فهلويا ومنافقا وقاسيا وأنانيا ولصا , وكل لص كما كل برغوت على قد دمه , هل تسمح لي وسط هذا كله أن أؤكد لك أن كل هذه المصائب ليست حزءا من شخصيتنا , ولا لها وجود في دمنا , ولم تصل الى موتور العربية الذي لا يزال بخيره وبطاقته وكل هذه الخبطات في الصاج فقط , ولا يزال داخل كل مصري جوهرة من آلالف السنين تراكم فوقها الزفت والقطران والطين والتراب , لكنها مازالت موجودة .. وأكثر ما يزعج السلطة الغاشمة أو العدو الاسرائيلي أننا يمكن في لحظة أن ننفض كل هذا الهباب عن الجوهرة ونبرق ونشعر بقيمة نفسنا فنتمطع حتة تمطيعة تهز الوجود هزا
هو ده اللي ناقص
إبراهيم عيسي
من المضحكات المبكيات هذه الثرثرة اليومية عن إجراء تغيير وزاري في مصر خلال أيام أو أسابيع، والذي يردد هذه الكلام لا يعرف الرئيس مبارك، أو أنه يعرفه لكن لا يريد أن يصدق ما يعرفه، فالرئيس مبارك لا يستجيب للرأي العام، ولا يغير بناءً علي طلب الجماهير، فالرئيس يفخر بين الحين والآخر بأنه لا يمشي وراء الرأي العام، وأن السياسي الحكيم لا يجب أن يتصرف وفقًا لمشاعر ورغبات الناس، هذا هو علم السياسة، وفن الحكم لدي الرئيس. أن الناس تسمع الكلام وتنفذ، مبقاش كمان غير المواطنين اللي تقول وتطلب وتفرض أهو ده اللي ناقص، الرئيس مبارك ليس من الرؤساء الديمقراطيين الذين يضعون آذانهم علي قلب الرأي العام حتي يتصرف وفقًا لهذا النبض، فهؤلاء الرؤساء الديمقراطيون يخشون الجماهير، ويعملون حسابها، لأنها تصوت في الانتخابات وتحاسب وتعاقب الرئيس الذي لا ترضي عنه بإسقاطه أو بإسقاط حزبه، إنما هنا في مصر فالناس بلا قيمة عند الرئيس، ولا يشغلون باله إلا علي طريقة أأكلهم منين، أو أجيب لهم منين، أو أشغلهم إزاي، ثم الناس أساسًا، ولا حاجة، فهم لا يصوتون في الانتخابات لأنها انتخابات مزورة ومزيفة في أصل وشها، ويكفي أن حزبًا في أسوأ أيام الغلاء والبلاء وفي عز نقد الحكومة والهجوم عليها، امتلك القائمون علي انتخابات المحليات من الوقاحة السياسية الفجة أن زوروا الانتخابات، وأعطوا للحزب الحاكم الذي تلعن الناس في حكومته كل صباح حوالي 99%من المقاعد، عمرك شفت تجرؤًا وتحديًا سافرًا للحق والحقيقة مثل هذا، عمرك شفت عمي سياسيًا مثل هذا، عمرك شفت غشمًا واستكرادًا مثل هذا، لأ وإيه.. صحفيو الإعلام الأمني، وحملة دفوف زفة الحزب الوطني يحيون الحزب علي نجاحه في الانتخابات (يا مثبت العقل والدين يا رب) وبعضهم يصل به الفصام لأن يدعو للتغيير الوزاري، لأن الحكومة فشلت في تنفيذ برنامج الرئيس، فشلت إزاي وحزبها حصل علي 99% (أكثر من الرئيس شخصيًا) أليس هذا دليلاً علي رضا الشعب وحب الشعب وعشق الشعب للرئيس وحزبه وحكومة برنامجه ووزارة حزبه ، تغير ليه بقي إلا إذا كانت القصة كلها عبثًا وسخافة!.
المؤكد أن الرئيس مبارك لا يقرر التغيير لأن حضرتك تريد أو أن رأي سيادتك أنه لابد من التغيير الآن، أولاً روح العب بعيدا فرأيك ليس مهمًا ولا مؤثرًا ولا مسموعًا، ثانيًا أنت تنتظر الناس الكبار لما يتكلموا في الحاجات الكبيرة دي، لكن الشعب القاصر غير الناضج لا دخل له في هذه الموضوعات الخطيرة، وتأكد أن الرئيس يعرف مصلحتك ومصلحة البلد أكتر منك !ووسط هذا اللغو الذي تسلي به مصر نفسها أظنني مقتنعًا تمامًا أن الذي يريد التغيير الحقيقي في هذا البلد، عليه أن يتمسك بقوة ببقاء الدكتور أحمد نظيف علي مقعده رئيسًا للوزراء، فمستقبل مصر حين يتغير رأس الحكم وليس رئيس الحكومة
إنك ميت
سيادة الرئيس مبارك ، سأقول لك مالم يقله لك مفتيك ولا شيخك ولا خطباؤك ولا فقهاؤك الذين عينتهم وأجلستهم بجوار كرسى عرشك يبررون ويحللون ما حرمه الله من تعذيب واعتقال وفساد واستبداد ويحرمون ماحلله الله من قولة حق أمام سلطان جائر أو حتى عادل ، وسأقول لك مالم تسمعه من بطانتك التى تنافقك وتمتدحك وتصعد بك إلى مصاف الأبرار المقدسين ولا تنطق إلا بآيات شكرك وحمدك على مناصبهم ونفوذهم وفلوسهم ، سأقول لك مالم تقرأه من كتبتك ومداحيك وطبالى مواكب نفاق السلاطين ومصاحبيك على جناح طائرتك وعرشك ، أقول لك سيادة الرئيس إنك ميت .. وأنهم ميتون!
أظن أنه فى زحام سلطانك وسلطاتك وفى مشاغل لقاءاتك وتدابيرك وقراراتك ربما نسيت ياسيادة الرئيس أو تناسيت أو تجاهلت أنك ستموت كما نموت جميعا ، فأنت لم تفعل مثلما فعل الفاروق عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين بعد نبى وخليفة حين نقش على خاتمه هذه الكلمات ( كفى بالموت واعظا ياعمر ) عمر بن الخطاب الذى كان يبكى عند سيرة الموت وهو الصحابى العظيم كان يذكر نفسه وهو الحاكم الآمر الناهى بالموت ، كفى بالموت واعظا ياسيادة الرئيس ، هل قلتها لنفسك من قبل ، هل وعيتها ورددتها ؟ ماهى آخر مرة قلت إن الكفن بلا جيوب ، تعرف متى ، منذ خمسة وعشرين عاما، قلتها فى خطبتك الأولى أمام مجلس الشعب ثم كانت آخر جملة قلتها مؤخرا أمام نفس المجلس وربما ذات الوجوه أنك باق فى الحكم حتى آخر نفس ومع آخر نبض ، أين ذهبت سيرة الكفن الذى قلت أنه بلا جيوب ثم انفتحت جيوب الوطن والمسئولين كأنها لم تعرف موتا ولا كفنا فالبقاء فى الحكم خمسة وعشرين عاما تأمر وتنهى وترمى هؤلاء فى السجون وأولئك فى الغياهب وتمنح مليارا وتمنع ملايين وتعين وتفصل وترفع وتخفض ويمضى قرارك وحكمك فى الناس سيفا قاطعا ولا يناقشك أحد ولا يردك راد ولا يقضى قاض على قضائك ، ولا يملك شخص أن يعارضك ويرفضك ويسبح كل من تلقاهم بمجدك وحمدك مما يجعل أى شخص فى مكانك ومكانتك ورغم سنك التى قاربت الثمانين ينسى الموت ، نعم السلاطين والرؤساء الأبديون ينسون الموت وهذا مايفسر هذا التمسك المريب بالمادة 77 فى الدستور التى تجعل الرئيس أبديا فى الحكم بلا حد أقصى ( مدتين فقط) ، فأنت شأن كل الرؤساء الذين يمكثون فى السلطة كل هذه السنوات صرت لاتتصور أن تنزع قميصا ألبسه الله لك كما يتخيل كل حاكم وملك يتمتع بسلطة مطلقة على شعبه الخانع الخاضع ، ولهذا كان الخلفاء المسلمين مثل هارون الرشيد يستدعى واعظا كل مدة فقط ليذكره بالموت ، يقول له ياهارون يارشيد ياخليفة المسلمين وسلطان نصف الكرة الأرضية أنت ستموت ، كان هارون الرشيد يسمع بن السماك الواعظ المشهور الذى قال له " ياأمير المؤمنين .. اتق الله واحذره ، لاشريك له ، واعلم أنك واقف غدا بين يدى الله ثم مصروف إلى إحدى منزلتين لاثالث لهما ، جنة أو نار " فبكى الرشيد ( أخيرا لقينا حاكما عنده دم) فأقبل الفضل بن الربيع – أحد بطانات الحاكم – وقال للواعظ معاتبا " سبحان الله هل يخالجك شك فى أن أمير المؤمنين مصروف إلى الجنة ، إن شاء الله ، لقيامه بحق الله وعدله فى عباده " .. هاهو شخص نراه سيادة الرئيس فى صور كثيرين ممن حولك الذين يصعدون بالحاكم إلى مصاف الأنبياء المرسلين ، وأشك كلية أنك قد سمعت أحدا من حولك يقول لك إنك أخطأت ياسيادة الرئيس بل إنك لم تعترف أبدا ولم تقل أصلا إنك أخطأت فى كذا وكذا فى يوم من الأيام ولم تعترف ولم تعتذر ، فاسمع تحذير وحذر الموت ولا تستمع إلى تخدير وخدر النفاق ، دعك من النفس الأمارة فما بالك بنفس رئيس يحكم خمسة وسبعين مليونا لمدة خمسة وعشرين سنة ولا يسمع منهم كلمة لا ، اطرد غواية خيلائك وغرور إحساسك بالبقاء والخلود من طول سلطتك وانفرادك بالحكم ، فأنت ميت وإنهم ميتون ، سيدى الرئيس (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) " سورة الجمعة آية 8" وتذكر يوم مات الرئيس جمال عبد الناصر فى ساعة زمن بين دخول بيته مرهقا ثم صعود سلالم ثم صعود روحه إلى بارئها فى لحظة خلت من الزعامة والرئاسة ، اعتبر من مقتلة الرئيس السادات حيث كان فى بروجه المشيدة وحصونه المنيعة وجاءه الموت ، لانتمنى لك هذا ولا نريده فلا حاجة لمصر بإرهاب وقتل ولكن الموت قادم فى فراشك كما فى طريقك كما فى مكتبك لاتعلم بأى أرض تموت ، ولكنك ونحن سنموت فتذكر وأنت فى خطبة مجلس الشعب أو فى جلسة مع ترزية الدستور وتعديلاته أو فى اجتماع مع وزير داخليتك ووزير عدلك وأنت تتحكم فى مصائر البلاد والعباد ، تذكر قول الله عز وجل (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )" آل عمران: آية 18" زحزح عن النار ياسيادة الرئيس فبيننا وبينها زحزحة إما فيها وقانا الله وإياك جحيمها وجهنمها وإما نتزحزح لننجو ونفوز بالجنة وعدنا ووعدك الله بها وسائر الناس ، لتردد قبل كل خطاب أو قرار هذه الجملة القرآنية (فمن زحزح عن النار) ، ساعتها ستراجع قرارا وتتراجع عن كثير من متاع الغرور فى قصر العروبة أو شرم الشيخ أو فى مبنى لاظوغلى أو فى مقر الحزب الوطنى بكورنيش النيل ، فقد تنجو قدم من نار وقد تفوز عين بجنة ، وهذا ماأتمنى أن تسمعه ياسيادة الرئيس محمد حسنى مبارك : أنك ميت وإنهم ميتون ، الموت كما قال السابقون هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى وأعظم منه وأخطر الغفلة عنه والإعراض عن ذكره وقلة التفكير فيه ، قد يطول العمر ولكنه قصير ، قد تزيد المدة ولكنها سريعة فاحتسب لنفسك يامبارك بلا ألقاب ولا أوصاف كما ستنادى يوم القيامة (إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى ) " سورة طه : آية 74 " حيث لاحرس شرف ولا تشريفات ولا مواكب تعطل مرور الناس ولا قناصة ولا موتوسيكلات ولا أجهزة لاسلكى ولا هيبة ولا رهبة ولا صف من كبرات البلد الذين وضعتهم على رقاب الناس ينتظرونك ولا سائق تقول له " لف وارجع" ، ولا عسس ولا مخبرون ولا مخابرات ولا أمن دولة ، لن يحرسك حبيب العادلى ولن ينحنى أمامك فتحى سرور ولن يقف خلفك إبن فى وقفة طاووسية ولن يرتجف رئيس وزراء فى حضورك ولن تصل رأس مفيد شهاب حتى يديك ولن يمنع عنك زكريا عزمى صخبا ولا غضبا ، ستكون وحدك تماما أمام الله عز وجل(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) " النجم الآية 31" فبئست الدار لمن اطمئن عليها وهو يعلم أنه تاركها وقد وصفها الله ووصف الزعامات والأمراء والعالين فى الأرض بقوله سبحانه (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ) " الشعراء128 : 130" ومعنى كلمة آية كما جاء فى تفسير الطبرى هى البيوت الشاهقة والعلامات البارزة ، وتعبثون بمعنى تلعبون وتلهون ، أما المصانع فمعناها القصور الضخمة ، ستترك كل هذا وتبقى وحدك بلا سطوتك ولا عزوتك ولا سلطتك ولا عرشك وحرسك ولا أولادك ورجال أعمالك ولا أصدقاؤك أو وزرائك ، لا أحد ، روى مسلم عن بن عمر رضى الله عنهما قال : قال صلى الله عليه وسلم : " يطوى الله عز وجل السماوات يوم القيامة بيده اليمنى ثم يقول : أنا الملك .. أين الجبارون أين المتكبرون .." .
ستكون أنت وحدك أمام الله سيسألك عن هؤلاء الذين ماتوا فى سجونك وأولئك الذين قتلهم رجالك وقراراتك وقوانينك وعن ملايين الجوعى من شعبك وعن الفقراء محدودى الدخل الذين اضطرتهم فترة حكمك للفساد والرشوة حتى يطعموا أطفالهم ، وعن سرقة مال الأمة وعن موالاة اليهود والأعداء وعن صحة شعبك التى اعتلت وعن وباء الفيروس سى والتهاب الكبد فى عصرك وعن السرطان والسموم التى زرعها رجالك فى غذاء عباد الله وعن ماء تلوث وعن غرقى وحرقى وعن وطن تخلف وعن منافقين تحلقوا حولك وبطانة سوء وشر تمكنت من شعبك واحتلت قصرك (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) "الأنعام :94" سيسألك الله ويحاسبك ولن ينفعك دستور وضعته أو عدلته لصالحك ولمصلحتك ، فدستور الله هو الذى سيحاسبك وسراط الله الذى سيمتحنك ، فاذكر وتذكر ، المشكلة أن الرئيس الذى يسعى للخلود على مقعد ومال وسلطة فى الدنيا يبتعد عنه الخلود فى التاريخ وقد يقترب منه الخلود فى النار ، والحاكم الحق هو الذى يفر من استمراره فى الإمارة والرئاسة وليس من يصر عليها ويتشبث بها ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة ) ( البخارى الحديث رقم 7148 كتاب الأحكام )
هذه هى الحكمة النبوية المعطرة حين تكشف عن أمراء سوف يحكمون وهم حريصون على البقاء فى الحكم ويحذرهم أنها ستكون ندامة يوم القيامة ، ألا يستحق هذا أن تتأمل سيادة الرئيس فالبخارى الذى أورد الحديث ليس أخوانيا ولا عضوا فى الجماعة المحظورة حتى تنفر منه أو يقبض عليه وزير داخليتك لأنه تجرأ وروى حديثا يحذر حاكما وحكاما من أن الحرص على الإمارة سيؤدى للندامة يوم القيامة وهو يوم قريب منك ومنا وإن بدا بعيدا عن رئيس يتمتع بالسلطة والخلود على المقغد ، وعن أبى موسى رضى الله عنه قال: دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومى فقال أحد الرجلين : أمرّنا يارسول الله ( أى اجعلنا أمراء) وقال الآخر مثله فقال رسول الله :" إنا لانولى هذا من سأله ولا من حرص عليه " ( البخارى حديث 7149) هذا صوت رسول الله يأتيك كما يأتينا ويأمرنا كما يأمرك بأنه لاولاية ولا إمارة لمن يطلبها بل ولمن يحرص عليها ، فهل هناك أحق من رسول الله حين يقضى ويقرر بأن الحاكم الأمير لا يبقى للأبد فى حكمه فهذا حرص من الحاكم على الإمارة يستوجب نزعها منه وعدم تكليفه بها .
سيدى الرئيس تهيب وتأهب للموت وليوم القيامة واعمل حسابا لتلك الساعة الآتية مهما فعلت ومهما وصل حكمك ومهما بلغت سلطتك ، قد تسجننا وقد تسجن مصر كلها لو أردت ، قد تمنع وتصادر وتغلق أفواها وصحفا وأحزابا ، قد تعدل دستورا وتزور استفتاء ، لكنك ستموت كما يموت البشر وستترك هذا كله كما تركه الفانون من قبلك ولن ينفعك بمثقال ذرة وسيكون حملا عليك يوم القيامة يحيط بك ويلاحقك وأنت أمام المولى عز وجل ، لن نراك ولن نعرفك ساعتها وسنكون مشغولين بمصائرنا بين يدى الرحمن لكنك ستكون وحدك وقد نزعنا عنك حجتك يوم القيامة أن تقول للمولى سبحانه وتعالى أن أحدا من خلقه لم يقل لك وينصحك ويذكرك ، بل قلناها لتسمعها (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ِلكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )" عبس آية 34- 37"
وقد جاء فى تفسير الطبرى عن أنس قال : سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : يارسول الله بأبى أنت وأمى إنى سائلتك عن حديث أخبرنى أنت به ، قال " إذ كان عندى منه علم " قالت " يانبى الله كيف يحشر الرجال؟" قال " حفاة عراة" ثم انتظرت ساعة فقالت :: يانبى الله كيف يحشر النساء؟ قال "كذلك حفاة عراة" قالت : واسوأتاه من يوم القيامة ( خافت السيدة عائشة العظيمة الرائعة المبرأة من انكشافها عارية يوم القيامة فماذا كان رد النبى ؟ قال " وعن ذلك تسألينى ، إنه قد نزلت علىّ آية لايضرك كان عليك ثياب أم لا" قالت : أى آية هى يانبى الله ؟ قال ِلكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)
سنكون عرايا حفاة وستكون عاريا حافيا ياسيادة الرئيس .. فهل أنت مستعد .. عاريا حافيا تذكّر ..
إبراهيم عيسى
سقطت رهانات كثيرة عقب سقوط الحزب الوطنى فى الانتخابات الاخيرة
نعم سقط الحزب الوطنى ،فقد بدا مثل اللص الذى نط على شقة ليسرق خزنة ليلا لكنه استخدم لحام اكسجين مزعجا وصاخبا وأدوات بدائية معطوبة وأشعل أضواء الشقة وشغل الاستريو كى يغلوش على صوت اللحام فأيقظ الشارع كله حتى أن السكان والجيران وأهل الحى عرفوا أنه يسرق فوق فى الشقة اللى فى التالت! وخرج أكثر من ساكن يصرخ عليه
ياعم إتنيل إسرق بسرعة وخلصنا من قرفك عشان نعرف ننام ورانا شغل الصبح إلهى يخرب بيتك!
أثبت رجال الاستبداد فى مصر أنهم عار على الاستبداد
فالمستبدون فى كافة أنحاء العالم لابد وأنهم يتبرأون ممن زور الانتخابات بهذه الطريقة الفضائحية!
لكن يبقى أن الرهانات المغفلة التى كنا نسمعها من البعض وهو يرمى أوراقه على مائدة الروليت السياسية قد سقطت كذلك حتى لم يعد يصدقها إلا المتواطؤ أوالفاسد أو الغبى!
سقط الرهان على حكمة الرئيس ووعود الرئيس فالرئيس ذات نفسه تطلع لانتخابات نزيهة كما خطب فينا وقال فهل تراهن على رئيس لا يحقق رجاله تطلعه وحتى لو كان الرد سقيما فى تكراره أن الرئيس لايعرف فهل تثق فى رئيس لا يعرف ما يفعله رجاله !
سقط الرهان على الإصلاح من داخل الحكم والحزب فالداخل يغطس فى التضليل والتزييف وتعطنت الجذور فلا طائل من الفروع ، فمشهد تصريحات نظيف وعز وهلال وكمال عن نزاهة الانتخاب ينطبق تماما على مشهد بيانات الإذاعة المصرية عن دخول دباباتنا تل أبيب خلال نكسة يونيه لكن المذيع أحمد سعيد الذى نسبوا له هذه البيانات كان بريئا تماما وقتها فهو لم يكن يعرف بل يذيع بيانات مكتوبة له كذابة كذبا مريضا وجنونيا بينما يذيعها لنا مباشرة أثناء نكسة ديسمبر فريق الحزب الوطنى بدون ذرة واحدة من خشية أو من صحة !
سقط الرهان على الأحزاب الثلاثية التافهة والفارغة بقياداتها المتواطئة فعليا والبليدة سياسيا والفقيرة عقليا وطريقتها الخدامة للسلطة وقد اثبتت الانتخابات أن هؤلاء الزعماء الثلاثة أخطر على مصر من كتيبة فساد واستبداد السلطة!
سقط الرهان على الاخوان المسلمين فهى جماعة حلقية محصورة على مصالحها وعلى ذاتها تقودها دار مسنين سياسية ، تستمر وتستمرأ لعب دور الضحية وتسكت على الإهانة والصفع والركل حتى تبدو جماعة ماسوخية تهوى تعذيب الذات أكثر مما تبدو جماعة وطنية تعمل لصالح الوطن وفق منظور إسلامى وتمارس أكبر عملية تضليل على شبابها وجماهيرها قامعة لكل معارضة داخلها كما أنها تزور على المجتمع حين تصور نفسها جماهيرية وواسعة الانتشار بينما لا تملك إلا تسليم خدها الأيمن للنظام بعد أن يضرب خدها الأيسر فلما يفرغ من هذا وذلك تسلمه بطنها وظهرها كى يكمل فيكتمل!
بقلم : إبراهيم عيسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق