غزة ـ قالت مصادر إن الجنود المصريين المعزولين على حدود قطاع غزة بسبب الاضطرابات الداخلية المستمرة منذ عشرة ايام يحصلون على الخبز وغيره من امدادات السلع الغذائية الأساسية من القطاع الذي عادة ما يكون متلقيا للمساعدات الغذائية.
وقال مصدر في مدينة رفح الحدودية إن قوات الأمن التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة تزود القوات المصرية بالامدادات منذ ثلاثة أيام.
وتفرض إسرائيل حصارا على القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات ويعتمد نحو نصف سكانه على منح الأمم المتحدة من المواد الغذائية الأساسية.
وقالت مصادر في رفح إن منطقة شمال سيناء متوترة وذلك في ظل الاحتجاجات الحاشدة المطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك. ويسيطر بدو على كثير من الطرق بعد اشتباكات مسلحة مع الشرطة المصرية.
وقالت المصادر إن تجارا فلسطينيين في غزة يقومون أيضا بتهريب خضراوات وبيض وغيرها من المواد الغذائية إلى مصر حيث نفدت السلع من المتاجر بعد انقطاع الامدادات بسبب الاضطرابات مما يعكس تغير اتجاه التدفق المعتاد للسلع.
وعززت قوات الأمن التابعة لحماس وجودها على الحدود وفي منطقة الأنفاق التي تستخدم لتهريب السلع إلى القطاع لمنع أي انتهاك لخط الحدود. ولا يسمح بالتصوير الفوتوغرافي أو التلفزيون0
================
عمرو موسى وعدد من الفنانيين والشخصيات العامة ينضمون للمتظاهرين في ميدان التحرير
أكد عشرات من شهود العيان في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى الميدان للمشاركة في المظاهرات التي يقدر عدد المشاركين فيها بعد صلاة الجمعة بمئات الألاف، فيما قال مكتبه في بيان الجمعة انه ذهب الى هناك للمساعدة في التهدئة.
وأوردت كل قنوات الأخبار التي تتابع التظاهرة وصول موسى في حين تحدث بعضها عن كونه أحد الوجوه المرشحة لرئاسة مصر في الفترة القادمة والتي تحظى بتوافق واسع النطاق بين المصريين .
وتوجه إلى الميدان في وقت سابق اليوم عشرات من الشخصيات البارزة بينها محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق وأيمن نور المرشح السابق للرئاسة وقيادات كل أحزاب المعارضة الرسمية وخاصة الوفد والتجمع والغد والجبهة الديمقراطية.
وظهر في الميدان وجوه معروفة من حركة "كفاية" والجمعية الوطنية للتغيير وقضاة بينهم المستشار محمود الخضيري رئيس نادي القضاة السابق وأحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض والمعماري ممدوح حمزة والشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس إبان حرب 1973 وعدد كبير من الدعاة البارزين بينهم صفوت حجازي ومحمد حسان.
كما ظهر في الميدان فنانون كثيرون منهم الفنانة شريهان بصحبة ابنتها وعدد آخر من الفنانين الذين شاركوا في المظاهرات منذ اليوم الأول وبينهم خالد الصاوي وعمرو واكد وتيسير فهمي والمخرج خالد يوسف وآخرون.
=============================
الاردن بعد مصر
لزم كثيرون في اسرائيل وفي أنحاء العالم شاشات التلفاز ودعوا الله، كل واحد بطريقته، من اجل نجاح ثورة ديمقراطية في مصر. وسُمعت منها تعبيرات عن الأمل في المنطقة كلها ايضا. لكن دعواتهم لن تُستجاب. لن يكون مبارك حاكما، لكن لن تكون ديمقراطية حتى لو لم يكن الحكام الجدد من الاخوان المسلمين. ففي لبنان ايضا ليس الحكام الرسميون من رجال حزب الله. بحسب هذا السيناريو يجب على متخذي القرارات في اسرائيل التخطيط للحفاظ على اسرائيل الديمقراطية باعتبارها الوطن القومي للشعب اليهودي.
إن الوضع الجديد القديم معقد جدا وخطر لكن تُمكن مجابهته. والنجاح، كما في ايام أصعب كانت هنا قبل اعلان الاستقلال وبعده، ليس متعلقا بما سيقوله رؤساء نظم الحكم حولنا (أو الباحثون عن خير اسرائيل مثل باراك اوباما)، بل بما يؤمن به ويفعله اليهود. وما زال اليهود يؤمنون ايمانا باطلا بأن السلام يطرق أبوابهم ثم يهرب بذنب منهم. ومن اجل هذا ارتكبوا وما زالوا يرتكبون اخطاء بعضها مصيري.
مصر تُصدر الغاز والنفط. وهي الآن تصدر عدم الاستقرار الاقليمي. وقد تعاني اسرائيل لا النظم العربية في المنطقة فقط من عدم الاستقرار هذا. إلا اذا استطاعت، ويوجد غير قليل من الخيارات، تحويل الوضع لصالحها. على خلفية عدم الاستقرار الاقليمي، وبعد ما تم الكشف عنه في مذكرات ايهود اولمرت في موضوع جُبن محمود عباس، وآفاقه الضيقة وعدم التأييد الشعبي له ولجماعته حان وقت التفكير من جديد في الأولويات الاستراتيجية لاسرائيل. لا يمكن ان يكون السلام مع فلسطين على كل حال في مقدمة الأهداف بعد. إن النار التي بدأت في تونس وتعلقت بمصر قد تنتشر الى شوارع عمان ونابلس وجنين ورام الله. النار تسد كل امكانية للتقدم في مسار السلام حتى لو كان ناس السلطة مخلوقين خلقا آخر (وليسوا كذلك). ستـُغرق الجماهير كما في مصر وتونس الشوارع وتـُسقِط الحكام الذين تجرأوا على خيانة الشعب الفلسطيني.
عندما يهدد الطوفان من النيل باغراق الاردن ايضا، فقد يحسن ان تُغير اسرائيل وجهتها وأن تكف عن ان تكون دعامة انقاذ للتاج الاردني. ونشك في ان تستطيع الحكومة الجديدة التي سارع الملك عبد الله الى انشائها قادرة على وقف التيارات العميقة المتدفقة للأكثرية الفلسطينية وهي نحو 70 في المئة من السكان. لن تستطيع هذه الأكثرية كما يلوح في أعقاب أحداث مصر ان تجلس مكتوفة الأيدي ازاء بيت مالك شمولي يستبد بها ويتركها في الخلف من الناحية الاقتصادية والسياسية.
اذا سلكت هذه الأكثرية سلوك الجماهير في مصر فستنشأ الدولة الفلسطينية قطعا. في الاردن أولا، وبعد ذلك كما نفترض، ستُنسج علاقات اتحاد كونفيدرالي ثم وحدة مع المناطق التي أخلتها اسرائيل في يهودا والسامرة، ويعيش فيها نحو 95 في المئة من السكان العرب في المناطق.
إن قيام دولة كهذه قد يزيل الضغط عن اسرائيل من الداخل بل من الخارج. ينبغي ان نفترض ان النظام الجديد لن يكون صديقا لاسرائيل، لكن جُل جهوده ستوجه الى انشاء دولة وطنية، وإقرار وضع نظام الحكم، وحل مشكلات اقتصادية ووطنية والحصول على اعتراف وشرعية من بلدان المنطقة والعالم. وهكذا، في هذا المجال على الأقل قد يصدر عن الزلزال الحالي أمر حسن. وكي تستوي هذه المسارات يجب على اسرائيل ان تكف عن الجثوم في مربط الأغنام.
هآرتس 3/1/2011